الأب الرحيم ...
( من أروع القصص)
كانت هناك عادة جارية في العشائر أنّه لمّا تتهم إمرأة بالفاحشة ، أو تتهم فقد بصداقة احد الرجال بصور غير شرعية حتى لو بدون ارتكاب الفاحشة ، فإنّ القبيلة تأخذ المرأة وتقتلها.
ذات يوم كان السيد أبو الحسن الأصفهاني (رحمه الله) جالساً في بيته وكان البيت مزدحماً جداً كعادته حتى أن البعض كانوا يقفون في باب المنزل منتظرين أحداً يخرج فيدخلون ، وفي الأثناء إذا بإمرأة تهرول مسرعة باتجاه السيد وتقول له : انقذني سألها السيد : ممّا انقذك؟
قالت : من أهلي فهم يُريدون قتلي فقال لها السيد : لا بأس عليك ادخلي هذه الغرفة ، واشار إلى إحدى الغرف المخصصة للنساء ، وبالفعل دخلت.
وبعد لحظات دخلت بيت السيد وبصورة مفاجئة مجموعة من المسلحين من رجال العشائر
وسألوا السيد بغضب : أين ابنتنا ؟؟
فقال لهم السيد أبو الحسن : أيّ ابنة تقصدون ؟؟
قالوا : هذه التي دخلت عليكم الآن ، لقد هربت من عندنا وجاءت الى النجف ، وعندما بحثنا عنها في النجف قالوا : دخلت عليك.
فسألهم السيد (رحمه الله) بهدوء عن مشكلتها ... قالوا : نُريد قتلها ، لأنها عار علينا .. قال السيد ولماذا ؟؟ قالوا : لأنها صادقت شاباً.
مجرد صداقة !!.
قال السيد (رحمه الله) : هل تريدون قتل ابنتكم أم كنّة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) !! قالوا : نُريد قتل ابنتنا.
فقال السيد : اشهدوا يا جماعة ونادى على أحد أولاده ، فجاء فقال السيد : إنّي أستأذن منكم والجماعة الضيوف واقرباء البنت فأذنوا له.
فقال السيد أبو الحسن زوجت (فلانة) إلى ابني محمد ، وقال السيد محمد من جانبة : قبلت.
بعد ذلك قال السيد ابو الحسن (رحمه الله) : الآن أصبحت كنّة فاطمة الزهراء عليها السلام.
عندها قام أهل البنت وقبلوا يد السيد ابو الحسن وشكروه ، فهو بهذا العمل قد انقذ هذه الفتاة من القتل وأزال هول المصيبة التي يشعر بها افراد العشيرة.
الصرة : المرجع الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني.
_____________________________
المرجعية العاملة ص 146 و 147 و 148.