بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( بديع السموات والأرض ) أي منشأهما على غير مثال سابق , وقال ( قل ما كنت بدع من الرسل ) أي قد سبق مثال الرسالة في الأمم السابقة , فالإبتداع فيه معنى الإحداث والإنشاء لأمر لم يسبق إليه أحد .
فالبدعة في الدين إن شاء قربة وعبادة لم يرد فيها أمر أو سنة ممن طاعة أمره يتعبد بها ألا وهما الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فطاعة أمر غيرهما بإحداث قربة ووسيلة إلى الله تعتبر بدعة وهي معصية شنيعة لأن صاحبها نصب نفسه مشرع مع الله قال تعال( أم لهم شركاء شرعو لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) , بل أصل الشرك في بني آدم هو بدعة وكل بدعة ضلالة كما في الحديث , فأصل الأمر أن تفهم ما دلت عليه قوله تعال ( ألا له الخلق والأمر) فإن عرفت هذا وعرفت أن الأمر لله وحده عرفت لزوم الرسالة لتبليغ هذا الأمر فحصر الأمر فيمن أمرت بطاعتهم كما جاء في عدت مواضع من القرآن (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) , فطاعة غيرهم في التحليل والتحريم والتعبيد لغير الله بأوامر ونواهي شرك , عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال :أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي : " يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك " ، فطرحته ثم انتهيت إليه وهو يقرأ : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) حتى فرغ منها ، قلت له : إنا لسنا نعبدهم ، فقال : " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه " ؟ قال قلت : بلى ، قال : " فتلك عبادتهم " .
ومن جملة البدع والشرك المنتشر اليوم ما يلي :
- البناء على الأضرحة والقبور .
- دعوة الناس لزيارة الأضرحة والقبور وأن هذا الأمر قربة .
- الدعاء عندها والتقرب بذلك إلى الله .
- الطواف والتمسح بها وطلب البركة .
- دعاء المقبورين وسؤالهم الشفاعة وتفريج الكرب وقضاء الحوائج .
- التقرب إلى الله بأحوال وأذكار لم ترد في الشرع .
- قراءة القرآن على القبور وعندها وجعل ذلك قربة إلى الله .
فاحذر يا عبدالله من هذه الوثنية والضلالة العمياء وبادر بالتوبة وإخلاص دينك لله , واعلم أن الله لا يقبل إلا ما كان خالص له صوابا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم , ولا تتساهل أبدا حتى بما تذكر ربك به من أذكار وما تتقلب في من أحوال في يومك وليلتك وما خولك الله في من مال وما وكلك في من رعية صغرت أو كبرت, فقد صنف العلماء من اهل الإخلاص نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحد تصانيف تنقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم مشترطين الصحة والتثبت فهي حجة على الناس إلى يوم الدين , خذ على ذلك نبراسا في أمر الذكر حتى يكون ذكر طاعة ممتثل في الأمر فيرتع عملك ويقبل إن شاء الله , كتاب (صحيح الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام بحق ابن تيمية وقد حققه وصححه الشيخ الألباني , وكذلك كتاب (حصن المسلم ) المشهور , وفق الله الجميع للعمل الصالح , وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد .
رد مع اقتباس