ليابانيون ينتحرون بسبب العزلة والاكتئاب .... الله يساعد العراقيين
فى اليابان حيث كل شئ منظم ويسير وفق ترتيب معين حتى من يريد التخلص من حياته والأنتحار فهو يعرف جيداً اين يتجه ومن يريد العثور على أقاربه المنتحرين يعرف اين يتوجه للبحث عنهم ، أرايتم ؟منتهى الدقة والنظام.
غابة “ Aokigahara ” فى البايان هى مكان بنائى وموحش وقبلة لمن يريد التخلص من حياته والأنتحار فى هدوء بعيداً عن اعين الناس وحتى ان معظمهم لا يرغبون فى ان يعثر على جثتهم أى شخص ، ويسهل ان يتجه الشخص الى هناك وينتحر ثم يختفى فى وسط الأشجار المترامية فى انحاء الغابة .و لفترة تزيد عن العشرين عاماً اعتاد ت السلطات ان تجد اكثر من 100 جثة سنوياً لمنتحرين ولكن هناك المئات الذين لا يستطيع احد ايجادهم لسنوات وسنوات .
ويظل سبب توجه المنتحرين الى هذه الغابة لانهاء حياتهم لغزاً محيراً وقد عكف Azusa Hayano وهو احد العلماء البيئين المشهود لهم بالكفاءة على اكتشاف هذا السر ، فعلى مدار اكثر من 30 سنة يتوجه الى هذه الغابة المئات ليشنقوا انفسهم على احد الأشجار ويضعون بانفسهم نهايتهم فى هذه الحياة .
وبرغم الدراسة المتانية و المجهود العظيم المبذول الا ان “ Azusa Hayano ” لم يستطع بأى شكل من أشكال كشف هذا السر الا انه قد قدم بعض التكهنات مثل ان تضاريس الغابة الطبيعية الوعرة تتيح للمنتحر الاختفاء بعد الوفاة بحيث يظن ان اى مخلوق لن يتمكن من العثور عليه بسهولة أو انها مجرد تقليد اعمى لاحدى الروايات المشهورة والتى دارت أحداثها فى هذه الغابة وقام البطل بالأنتحار فيها او ببساطة ان الامر لا يتعدى كونه صرعة وموضة رائجة منذ سنوات .
وقام ” Azusa ” بتصوير فيلم وثائقى طويل عن الغابة وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً و نسبة مشاهدة مرتفعة للغاية رغم احتوائه على الكثير من المشاهد المزعجة كالعثور على جثة متحللة او هيكل عظمى متوفى ومرتدى لكامل ملابسه وحذائه والعديد من المشاهد المؤلمة التى اثرت فى المشاهدين .
لافتة معلقة على مدخل الحديقة تذكر المنتحرين بذويهم واهميتهم لديهم وكذا تحثهم على التراجع عن قرار الانتحار
وفى النهاية يستخلص العالم من الامر ان هؤلاء المنتحرين هم ضحية المجتمع القاسى حيث اصبح كل فرد يعيش فى معزل عن الاخرين واصبح الانترنت هو وسيلة التواصل الوحيدة المتاحة بين الافراد مما اصاب العديدين بالاكتئاب والعزلة ومن ثم جاء قرارهم بالأنتحار كرد فعل على معايشة المأساة.