مدينة كان
تنفرد بجمال أخاذ كلوحة رسمت بألوان وحركة متموجة تندفع فيها الفصول
رغم شهرة جارتيها تنفرد مدينة كان بجمال أخّاذ كأنها لوحة مائية رسمت بألوان وحركة متموجة تندفع فيها الأزمنة والفصول
على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تتجاور كان ونيس ومونتي كارلو، كأنها في مباراة جمالية تتنافس فيها على لقب جميلة الساحل اللازوردي، يربط بينها الشاطئ الرملي الذي يصلها بجبال الألب المنحدرة عبر الحدود الفرنسية الإيطالية. ورغم شهرة جارتيها تنفرد مدينة كان بجمال أخّاذ كأنها لوحة مائية رسمت بألوان وحركة متموجة تندفع فيها الأزمنة والفصول. ويدهش العربي القادم من الشرق بمشهد شروق الشمس من البحر، وغروبها خلف الجبال وهو مشهد معاكس لما ألفه في بلاده.
في مطلع القرن التاسع عشر تحوّلت مدينة كان من مجرّد قرية ساحلية منسية ترسو فيها قوارب الصيادين الفقراء إلى مدينة أرستقراطية بامتياز يستجم فيها أغنى أثرياء العالم. لعبت الصدفة تاريخياً لعبتها مع مدينة كان، ففي العام 1834 أمر ملك البييه مونت بإغلاق الحدود الفرنسية الإيطالية بسبب تفشي وباء الكوليرا، في الوقت الذي كان اللورد هنري بروغهام أند فو رئيس وزراء بريطانيا وابنته أليونور لويز مسافرين إلى إيطاليا عبر كان، مما اضطرهما إلى المكوث في نزل ميتر بانشينا Maitre Pinchinat الواقع في شارع المرفأ من تلك المدينة. سحر اللورد بجمال هذه البلدة وأعجب بحسن ضيافة سكانها، فقرر أن يشيد فيها قصراً على اسم ابنته. وفي غضون سنوات تحوّل مرفأ الصيادين إلى أرقى شارع في كان وانتشرت حوله الأحياء الجديدة التي شيّدت فيها أروع القصور.