1. بسم الله الرحمن الرحيم
    الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم

    ما رأيتك إلا هذا اليوم
    يُنقل عن آية الله الحاج الشيخ حسين سيبويه (حفطه الله) يقول: جئت مع والدي المرحوم آية الله الشيخ محمد علي، وهو من كبار علماء كربلاء المقدسة، إلى مدينة النجف الأشرف، وذلك للمشاركة في تأبين المرجع الكبير آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي رحمه الله، سنة 1382 الهجرية، كنا جالسين في المقبرة عند باب الطوسي من حرم الإمام علي (ع)، وكان آية الله العظمى السيد الخوئي رحمه الله جالساً جنب والدي يتناقشان في أمر، وطال النقاش بينهما، فلما خرجنا من المقبرة سألت والدي: "حول ماذا كان نقاشكما"؟..

    فقال والدي (طاب ثراه): "كنا نتكلم حول التوسل وزيارة الأئمة الطاهرين، وأن أثرها على حياتنا مشروط بمعرفة مقام الأئمة، والتوجه إليهم حين الزيارة والتوسل.
    فنقل له السيد الخوئي: أنه كان في النجف الأشرف أحد السادة الفقراء من طلبة العلوم الدينية مستأجراً داراً في منطقة (الحويش) من أحد ملاّكي (البوشربة) ، وكان عنيف التعامل مع السيد، لا يعرف التسامح حين يأتي رأس الشهر، ولا يصبر عليه..ذات مرة تخلّف هذا السيد الفقير عن دفع الإيجار بعض اليوم، فهدّده المالك بإخرجه من البيت، وبعد مشادات عنيفة معه، أمهله يوماً واحداً فقط.
    وكان السيد كأكثر الطلبة يزور الحرم كل يوم ويصلي هناك، ويدعو الله تعالى، ولكن لم يكن دعاؤه بحرقة قلب وتوجه تام وإلحاح على الاستجابة..أما هذه المرة حيث المشكلة كانت خانقة والمهلة قليلة، جاء إلى الحرم الشريف لائذاً بضريح الإمام علي أمير المؤمنين (ع) باكياً متضرعاً إلى الله تعالى، ملحّاً على الإمام ليحلّ مشكلته ويفرّج عن همه..ثم رجع إلى البيت، ونام، ورأىفي منامه الإمام علي (ع)، فواعده الإمام بأن الخير واصل إليه قريباً..إلا أن السيد سأل من الإمام: ألم تكن تسمع ندائي كل يوم بعد صلاة الظهر طوال هذه المدة، أما كنت استحق استجابة الدعاء من الله تعالى؟!..
    أجابه الإمام: "إني ما رأيتك إلا هذا اليوم"..فاستيقط السيد من نومه، وعلم أن الإلحاح في الدعاء هو الذي يجلب الاستجابة، وإن الدعاء من دون الحاح وحرقة قلب لا يؤثر، وهذا هو التوسل الحقيقي بالأئمةع


    يقول السيد الفقير: وأنا جالس أعبّر رؤياي وأتأمل فيما رأيت، وإذا بالباب يُطرق..وكانت ساعة بعد يقظتي، فتحت الباب فوجدت أمامي سماحة آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني رحمه الله، سلّم عليّ وناولني مالاً وهو يقول: هذا ثمن إيجار منزلك!..
    وكان هذا في الوقت الذي لم يكلم الرجل السيد الأصفهاني عن مشكلته قط، مما يكشف وجود علاقة غيبية بين الإمام المعصوم ونائبه الفقيه العارف بالله تعالى أيضاً.