حب الثعلب
في منتصف شهر فبراير من كل سنة، في ما يسمى بـ "شهر الحب"، يقع ذكر الثعلب مع الانثى في علاقة حب قوية، تنشأ بينهما رابطة متينة، و رومانسية عالية .. يحتضنان و يقبلان بعضهما و يلعبان طيلة الوقت، يبنيان اكثر من وكر ويعيشان سوياً في علاقة رائعة تستمر حتى الصيف .. منظرهما في هذا الوقت من السنة يكون من اجمل ما يكمن تأمله في الطبيعة ..
يرى بعض العلماء ان السبب وراء هذه الرابطة القوية هو حاجة الانثى الى حماية الذكر و رعايته بعد التزاوج. لأن انثى الثعلب تحمل خمسة اجنة عادةً، و عندما تلدهم يكونون بحاجة الى رعاية عالية، و حماية واطعام مستمرين ..
بالاضافة الى ضعفها الشديد، تكون الثعالب حديثة الولادة هذه فاقدة للسمع والنظر بشكل تام، و لأن حليب الأُم عادة يكون خفيف جداً، فهي تحتاج الى البقاء بشكل مستمر في وكرها لإرضاع صغارها .. بينما يقوم الذكر باطعامها و رعايتها هي ..
و عندما تكبر تلك الثعالب الصغيرة في الصيف وتنطلق من وكرها، ينفصل الحبيبان بدون مقدمات .. ثم يعود كل منهما الى التزاوج من جديد في نفس الشهر من السنة القادمة ..
تبدأ حكاية حب جديدة، مع ثعلب جديد، لتنتهي بنفس الطريقة ..
يقول بعض علماء الانثروبولوجيا ربما ان هذا ما كان يحدث بالضبط مع اسلافنا قبل ملايين السنين، حيث كان الذكر والانثى يدخلان في علاقة قوية ذات روابط متينة، ويبقيان معاً فترة الحضانة، و هي فترة تكون الانثى فيها بأمس الحاجة الى رعاية الذكر و حمايته .. ثم ينفصلان بعد مدة تقارب الاربع سنوات .. عندما يكون الطفل قد كبر، ولم يعد يشكل عبئاً على والديه ..
و لذلك يقترح بعض العلماء ان هذا قد يكون هو السبب وراء التركيبة الدماغية التي نمتلكها نحن اليوم، والتي تجعلنا نميل الى الانفصال والطلاق بعد فترة معينة، باحثين عن علاقة حب جديدة مفعمة بالحيوية .. بعد ان تنطفئ نار الحب القديم و يبرد ..
لا يبدو هذا بعيداً عن الواقع الذي نعيشه اليوم، فلايزال بعضنا عندما يحب، يشبه الثعلب ..
منقول من صفحة الصديق ابراهيم هاشم ^-^