بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلم الكريم انتبه من هذا الأمر العظيم الذي إنتشر في الناس إنتشار النار في الهشيم وذلك بتقليد بعضهم بعضا أو باتباع شيوخ دين جهلة .
ما هو هذا الخادش للدين والموبق والمورد للخسران , تأمل معي هذا الحديث أولاً :
عن الصحابي الجليل أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على الذنب فقال: له أقصر فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا، وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار » قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته) [صحيح الجامع (4455)].
هذا الأمر الموبق الذي نتكل عنه هنا ( التألي على الله ) , وليتسع فهمك لهذا الأأمر وتسبر أغواره تأمل قول الله في هذا الحديث للمتألي ( كنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا ) , فهما أمران من أدخل نفسه فيهما فقد وقع في في هذا الموبق ألا وهو (التألي على الله ) .تفهمه من قوله (كنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا ) فما كان من علم الله فلا يمثل الإنسان نفسه أنه لديه اطلاع أو سلطان ينوب فيه عن الله فكأنه يتكلم بما شاء الله أو أراد أو ما سيرد ويشاء سبحانه , فهذا المتألي نصب نفسه مطلع وصاحب مشيئة مع الله , وهذا هو الضلال المبين والأبوق من حضيرة العبودية والكفران بربه المهيمن .
فالإسلام يقتضي سلامة العبد من هذه الخطوة والخطرة في مقام الربوبية والألوهية في إسلامه وإستسلامه يقطع عنه خيوط هذه الشراكة التي هي هادمة لمسمى الإسلام والإستسلام .