TODAY - July 23, 2010
السيرك يعود إلى العراق من بوابة بابل
ميدل ايست اونلاين -
منذ الخامس من تموز/يوليو، تقدم شركة "جهان" (العالم) الايرانية مساءً عرضاً للسيرك في مدرج مفتوح امام باب عشتار في مدينة بابل الاسطورية.
وبعدما اودت حرارة الجو بحياة
الاسد والثعبان، وبعدما سرق القرد على الطريق، لم يبق الا عروض لمهرج وسائق دراجات والعاب نارية وحيوانات قليلة يقدمها السيرك على المسرح البابلي، جنوب بغداد.
انطلقت عروض السيرك في الخامس من تموز/يوليو، وتقدم هذه العروض على المسرح البابلي المفتوح في مدينة بابل الاثرية (80 كلم جنوب بغداد).وباستثناء اقليم كردستان الشمالي، لم تقم في العراق اي عروض سيرك منذ اربعين عاماً، فآخر العروض كانت عام 1970 وقدمتها فرق من بلغاريا ورومانيا وروسيا في بغداد.
وقال ابو غيث مدير شركة "ضفاف الفرات" العراقية التي نظمت قدوم السيرك الايراني، ان "السيرك عاد الى العراق عبر بابل".
واضاف وهو يقف على مدرجات المسرح، ان "الشركة كانت مترددة في المجيء لاسباب امنية، لكن مديرها وافق بعد ان جاء الى هنا وتفقد المكان".
وكان المسرح البابلي، ويتسع لخمسة آلاف شخص، مخصصاً قبل عام 2003 لتنظيم مهرجان سنوي كبير لتمجيد الرئيس السابق صدام حسين ودعم اقواله بالانتماء للملك البابلي الشهير نبوخذ نصر الثاني.
وما زال هناك قصر لصدام حسين ينتصب في هذا الموقع التاريخي لغاية اليوم، لكن لم يعد هناك جداريات او صور تخلده في المكان.
وعند المدخل، يسير المتفرجون على بوسترات انتخابية مبعثرة على الارض حمل بعضها صوراً لمسؤولين حكوميين كتب عليها "انت الامل".
وانتشر نحو اربعمائة متفرج على مدرجات المسرح الجمعة، وبدت السعادة واضحة على بعض الاطفال الذين كانوا يرقصون على وقع الموسيقى.
وقال نبيل محمد (30 عاماً) الذي وصل مع عائلته وهو يحمل طفلته هدى ذات الربيع الاول، ان "عائلتي لم تشاهد سيركاً من قبل ابداً".
وسبق ان قدمت "جهان" عروضاً في تركيا وروسيا وايطاليا، ولديها عدد المهرجين والبهلوانات يقدمون عروض سيرك عالمية مألوفة.
ورغم حرارة الجو، كانت السعادة واضحة على وجوه المتفرجين الذين جلسوا وسط الاضواء المنتشرة في اركان المسرح التاريخي.
وبدا نجاح عروض السيرك واضحاً في عيون الحاضرين من العراقيين الذين غالباً ما يفتقدون ما يدخل البهجة الى النفوس.
وطالب مقدم فقرات السيرك الجمهور بتشجيع راكب دراجة نارية قبل ان يبدأ الدوران داخل كرة مشبكة.
وخلال الاستراحة، جلس بعض الحضور في الهواء الطلق يستمعون الى اغنية "بيلي جين" لمايكل جاكسن.
ولكن احمد صلاح وصديقه امير اللذين جاءا للمرة الثانية لمشاهدة العروض، قالا ان "هناك حيوانات لم تشارك في العرض هذا المساء".
وتبين ان السيرك فقد ظهر الثلاثاء الاسد وأحد الثعابين، بعد ان تركا تحت اشعة الشمس لساعات طويلة، في وقت تجاوزت درجة الحرارة في الظل الخمسين درجة مؤية، بعد ان سرق القرد منه في وقت سابق.
وقام المسؤولون عن السيرك بنحر خروف "لحماية السيرك من الحسد"، وتجنبا لوقوع المزيد من الخسائر.
ووعد مسؤولو السيرك باحضار اسد جديد في حال استمرت العروض في در الموارد.
وتبلغ قيمة تذكرة حضور العرض للكبار ستة آلاف دينار (حوالي خمسة دولارات) وثلاثة آلاف دينار للاطفال.