كثيرة هي ألقاب رابعة العدويّة ، إلاّ أنّ اسمها ( رابعة ) لم يكن لقباً ، وإنّما اسماً حقيقياً ، وهو الاسم الذي عرفت به واشتهرت .
رابعة : سمّيت بهذا الاسم من قِبَل أبويها ، إذ كانا يعانيا من الفقر الشديد ، ولهما ثلاثة بنات قبل إنجابها ، لتكون هي البنت التي تحمل الرقم 4 ، فأطلقوا عليها اسم رابعة .
العدويّة : أطلق عليها لقب العدويّة ، لأنّ أسرتها تنتمي لبني ( عدوة ) .
القيسيّة : أطلق أيضاً عليها لقب القيسيّة ، لأنّ أسرتها تنتمي لإحدى بطون القبيلة المعروفة ( قيس ) .
البصريّة : أطلق عليها هذا اللقب البصريّة ، لأنّها قد ولدت في مدينة البصرة ، وأيضاً عاشت فيها زمناً طويلاً .
أم الخير : أطلق عليها لقب أم الخير ، لأنّها كانت دائمة السعي للخير أينما وجد وأينما حلّت .
ولرابعة العدويّة الكثير من الألقاب والصفات التي عرفت فيها ، ومنها ( رئيسة الناسكات ) ، ( رئيسة القانتات ) ، ( رئيسة الخائفات ) ، (رئيسة الوجلات ) ، ( المسلمة الصالحة )، وقد اشتهرت رابعة العدويّة بفضلها العظيم في زمانها ، وعرفت بأدبها الكامل ، وعلمها ، فكانت نموذجاً يحتذى للمرأة العربيّة المسلمة ، دائمة الصلاح والتقوى والفرادة في محبّة الله .
كانت تعيش في ظل أبويها ، برفقة أخواتها الثلاثة في كوخ يقع في أطراف بعيدة من مدينة البصرة في العراق ، وكان أبوها شديد الإيمان والتقوى ، وقد أطلق على الكوخ الذي كان يسكنه وعائلته بـ ( كوخ العابد )،وقد تربّت على قراءة القرآن الكريم ، حيث حفظته ، وكانت قارئة للحديث ، ومداومة على الصلاة ، ومداومة في التهجد ، زاهدة في الله عابدة ، فنذرت نفسها للتبتّل والصلاة لله كل حياتها ، بعيداً عن حياة الزوجيّة ، فبقيت عذراء .
ويذكر بأنّها كانت كثيرة التأمّل والتفكير ، مكثرة في الحزن والهمّ ، ومقلّة في الكلام ،ويذكر أيضاً بأنّ لها الأسبقيّة في استعمال كلمة ( الحب الإلهي ) ، حيث كانت مناجيّة كل أوقاتها لله ، داعيّة له بمحبّة ما بعدها محبة ، مستجديهً إياه في كل أيّام حياتها، وقد ذكرت بأنّه لا بدّ على الإنسان من اتّباع ( الورع ، الصدق ، الإخلاص ، التواضع ، الرضا ، الزهد ، حبّ الله عزّ وجلّ ، خشيّة الله ) ، للدخول بحالة الحب الالهي