إن ارتفاع درجة حرارة الأرض عن معدلها العالمي الطبيعي يسبب ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، والمسؤول عن هذه المشكلة العالمية هي غازات الدفيئة أو غازات الإحتباس الحراري، والتي تنتج بسبب أنشطة الإنسان اليومية .


إن غازات الدفيئة التي ينتجها الإنسان هي غازات تمتص الأشعة تحت الحمراء، وتوجد في الغلاف الجوي وأهمها: غاز ثاني أكسيد الكربون" "؛ وهو المسبب الرئيس لهذه الظاهرة، وكذلك غاز الميثان" "، وأكاسيد النيتروجين " "، وغازات الكلوروفلوروكربون. أما غاز ثاني أكسيد الكربون فهو مركب يتكون من ذرتي أكسجين وذرة كربون " CO2 " وكتلته المولية 44.01 غم/ مول ، وهو غاز يمكن استخدامه في الحالة الصلبة ويسمى حينها الثلج الجاف .


وهو غاز عديم اللون والرائحة، ويكون شكله الفراغي خطي، حيث ذرة الكربون في المركز وذرتي الأكسجين حولها، مرتبطة كل منها برابطة ثنائية . وهذا الغاز ينتج عن احتراق الوقود الأحفوري والمواد العضوية، ويوجد في الغلاف الجوي . وتستخدمه النباتات في البناء الضوئي، وهو ناتج تنفس الكائنات الحية، وهو إحدى غازات الدفيئة التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وينتج – أيضاً- في الصناعات الكيميائية والتخمر ، وهو ينتج من البراكين. والأنشطة الصناعية المتزايدة تؤدي لزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.


أما غاز الميثان فهو مركب هيدروكربوني " CH4 " عديم الرائحة، وهو أحد مكونات الغاز الطبيعي، وحرقه ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو إحدى غازات الدفيئة، وتأثيره في تسخين الجو يفوق تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون، وله الكتلة المولية 16.042 غم/ مول. ويتم الحصول عليه أثناء استخراج الوقود الاحفوري، وينتج – ايضاً - في المستنقعات وقيعان البحار بسبب وجود الغاز الطبيعي هناك . وينتج من تحلل المخلفات عن طريق بعض انواع البكتيريا ، ويكثر في الانشطة الزراعية. وهو أبسط المركبات الهيدوروكربونية ويمكن تصنيعه. ويدخل في تفاعلات عدة كتفاعله مع عناصر المجموعة السابعة " الهالوجينات" في تفاعل استبدال . وتحضر منه المركبات المفيدة، ويدخل في صناعة البلاستيك، ويتم حرقه –ايضاً- للحصول على الطاقة .


أما غازات الكلوروفلوروكربون فهي: مركب يحتوي على عدة عناصر؛ وهي عنصر الكلور " Cl " وعنصر الفلور " F " وهذان العنصران من عناصر االمجموعة السابعة وأخيراً يحتوي على عنصر الكربون " C " وهو عنصر من المجموعة الرابعة . وهذه الغازات تستخدم في التكييف والتبريد، ورمزها " CFC "، وهو إحدى غازات الدفيئة الضارة، وتسبب هذه الغازات ثقب في طبقة الأوزون لذلك قد منع استخدمه في كثير من الدول. وهو ضار بشكل كبير على الصحة؛ فاستنشاقه بنسب عالية تؤدي للموت . وهذه الغازات عديمة الرائحة وغير سامة، ولتجنب ضرر هذه الغازات على طبقة الأوزون فقد تم استخدام مركبات الهيدروفلوروكربونات " HFC" كبديل عنه، فهذا الأخير منزوع الكلور.


أما أكاسيد النيتروجين فهي عبارة عن ذرات أكسجين مرتبطة بذرات نيتروجين، ومنها أكسيد النيتريك " NO" واكسيد النيتروز " N2O " وثاني أكسيد النيتروجين " NO2 ". ولهذه الاكاسيد عدة مصادر منها طبيعي، ومنها من النشاط البشري؛ كتحلل المركبات في التربة بواسطة بكتيريا، والبرق، واحتراق الوقود، وفي محطات توليد الطاقة وغيرها .


إن غازات الدفيئة هذه ضارة على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون ، وتسبب الإحتباس الحراري والمطر الحمضي وارتفاع درجة حرارة الأرض بشدة، وتغير المناخ وتغير البيئة الزراعية والحيوانية، ومرض الانسان بسبب وجود الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية بكثرة على سطح الارض .