العصا والجزرة تعبير نسمعه في نشرات الأخبار ويستخدمه المحللون السياسيون بشكل كبير، فهل تعرف معناه؟

العصا والجزرة اصطلاح يشير إلى سياسة تقديم مزيج من المكافآت والعقاب للحث على سلوك معين. وقد أُطلقت هذه التسمية في إشارة إلى عربة سائق تتدلى منها جزرة أمام بغل، مع حمل العصا خلفه. سيتحرك البغل نحو الجزرة لأنه يرغب في الحصول على مكافأة الطعام، مع الابتعاد عن العصا خلفه، لأنه لا يريد العقاب الذي سيتسبب له بالألم. العصا والجزرة أسلوب لترويض البغال كان متبعًا في عدد من الدول، فإن سمعت وأطاعت فلها الجزرة، وإن عصت فلها العصا!
يُستخدم هذا التعبير بشكل كبير في مجال العلاقات الدولية، لوصف مفهوم الواقعية لـ “القوة الصارمة”. تشير الجزرة إلى خفض الضرائب، أو غيرها من الفوائد، أما العصا فتشير إلى استخدام العنف النفسي والتهديدات من قبل الحكومة.

أول تسجيل موثق لاستخدام هذا التعبير في ملحق قاموس أكسفورد كان لمجلة الإيكونومست في 11 ديسمبر عام 1948. لكن كان هناك استخدام أسبق، وذلك عام 1947 – 1948 لصحيفة أسترالية في تعليقها على تحفيز الإنتاجية في أعقاب الحرب العالمية الثانية. كما ظهر التعبير في صحيفة “Daily Republic” الأمريكية، في مقال يناقش الاقتصاد الروسي في فبراير عام 1948.
هل هناك فرق بين العصا والجزرة، والجزرة على عصا؟

في الواقع نعم، الجزرة على العصا تعبير مشابه، لكن له معنى مختلف قليلًا، ويشير إلى سياسة تقديم مكافأة لإحراز تقدم نحو معايير أو أهداف، لكن ليس بالضرورة أن يتم تقديم هذه المكافآت. الاستعارة الأصلية لهذا التعبير، جاءت من صبي يجلس على عربة يجرها حمار، ويحمل عصا قد تدلت منها جزرة مربوطة بها. فكلما تقدّم الحمار نحوها يتم سحب العربة؛ فلذلك تبقى الجزرة بعيدة المنال كلما تحركت العربة للأمام!
المصدر