يوغرطة

كان يوغرطة أحد الملوك المولودين في منطة سيرتا (جده ماسينيسا) المعروفة حالياً باسم قسطنيطين الجزائرية عام 160 ق.م، وهو حفيد الملك النوميدي لمنطقة ماسينيسا.


هو أكثر من اشتهر فيها خلال فترة شبابه بقوته البدنية الكبيرة، وقدرة عقله التي ليس لها مثيل في ذلك الوقت، ووسامته وأناقة وجهه، وعلى الرغم من توفر له كامل التسهيلات لأن يكون شخصاً ذا ترف إلّا أنّه فضل ممارسة عادات وتقاليد الديار التي ترعرع فيها على ذلك، ومن أشهر هذه العادات هي ممارسة الفروسية، والرمي بالجريد، واللعب مع الأقران، واحترام وتقدير كبار السن، وكان يفضل الملك بأن يقضي أغلب أيامه في مكان يُعرف بالقنص، ويستمتع في عمله.


كان يوغرطة محبوباً في المنطقة التي عاش فيها، وذا تأثير كبير على الأقران الذين كانوا دائماً برفقته، ولذلك أراد عمه بأن يتخلص منه من خلال إرساله إلى مكان محاصر من جميع الأطراف في منطقة نومانتيا التابعة إلى إسبانيا عام 134 ق.م؛ وذلك لكي يشارك بحروب المنطقة مع الجيش الروماني.


كان له دور كبير في هذه الحرب بعدما أظهر الشجاعة وعدم الخوف من العدو، واستطاع خلال هذه الفترة تكوين الكثير من العلاقات مع كبار روما، وتأثر الرومان بحنكته السياسية، وأرادوا منه بأن يكون الحاكم الشريك لحفصبعل وعزربعل اللذين يكونان أبناء عمه، ولم تكن هذه التقسيمة الذي طرحها الرومان يريدها يوغرطة، ولهذا السبب قام بحملة كبيرة من أجل توحيد صفوف منطقة نوميديا تحت قيادة واحدة، والتحرر من الحكم والسيطرة الرومانية للمنطقة.


في تلك الأثناء قام ابن عمه عزربعل بالهجوم على منطقته، واستطاع أن يحاصر العاصمة سيرتا في ذلك الوقت، إلّا أنّ الرومان تدخلوا ومنعوه من الاستيلاء عليها، وبعد ذلك تم تقسيم نوميديا إلى قسمين، إذ استولى يوغرطة على الجزء الغربي منها، وتمكن من توسيع نفوذه من خلال استلام مقاليد حكم العاصمة سيرتا، وفي أعقاب ذلك أمر بقتل ابن عمه عزربعل ومن اتبعه بالقرب من أسوار سيرتا سنة 113 ق.م، كما أنّه قام بحملة ضد التجار الرومان، وذلك ليحكم سيطرته ونفوذه على نوميديا.


نهاية يوغرطة

تم اعتقال يوغرطة بسبب اتهامه بالخيانة من قبل روما، حيث أخذه الرومان كأسير، وخلال مسيرة التخلص منه في موكب عرف باسم نصر غايوس ماريوس قام الرومان بقطع أذنيه اللتين تحتويان على حلقات ذهب، ثم ترك دون طعام إلى أن توفي، وما زال ليوغرطة حنين في ذاكرة الشعب الجزائري باعتباره دافع عن بلاده في وجه الرومان لمدّة سبع سنوات، وألحق بهم خسائر مادية ومعنوية كبيرة.