هل سبق وحاولت التقاط صورة لجسم متحرك؟ صديقك بينما ينطلق على دراجته، أو قطار الضواحي بينما يصفّر عاليًا محذرًا الجميع أن ابتعدوا عن الطريق؟ هي تجربة طموحة بالطبع حتى تطالع الصور لاحقًا وتسأل نفسك: لماذا يذكرك صديقك عادل في الصورة بفيلم (هاري بوتر وسجين أزكبان) بوجهه المهزوز الذي يبدو وكأنما هناك من يحاول امتصاص روحه ذاتها؟ لماذا اختفت النوافذ من القطار في صورتك وكيف انتقلت ذراع ذلك الراكب لتخرج من سقف القطار بمعجزة ما؟
في عالم التصوير يدعى هذا التأثير بـ Motion Blur، ويحدث أثناء تصوير جسم يتحرك بشكل أسرع من سرعة الغالق المحددة، على الرغم من ثبات من يحمل الكاميرا نفسها.
ما بالكم إذن لو حاولتم التقاط صورة لوسط متدفق يرغى ويزبد في كل لحظة كأمواج المحيط العملاقة الثائرة بينما تتهادى أنت على لوح تزلج بينها؟ تبدو مهمة مستحيلة ومرهقة لأبعد حد في رأيي؛ إلا أن المصور الأسترالي وارين كيلان له رأي آخر تمامًا! فعلى ما يبدو، هو لا يواجه أي مشاكل في بقائه بين الأمواج الثائرة للساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا. نحن نتعامل مع المحيط الهادي هنا يا رفاق! وهو مرعب بقدر ما تمثله الصورة التالية التي التقطها كيلان نفسه!
مبتلًا بينما يمسك بآلة تصويره متحينًا اللحظة لالتقاط اللحظة المثالية، ستراه هناك تتقاذفه الأمواج أو يغطس تحت سطح الماء الثائر؛ حتى أنك قد تعتقد أنه يضيع الوقت حقًا في تحقيق ما لا يمكن نيله! فقط انتظر حتى ترى الصور التي فاز بها!
هو دائمًا في الموقع الأمثل ذي الإضاءة الأفضل والزاوية الصحيحة لتصوير القوة الكاسحة لأمواج المحيط الجبارة بينما تتقاتل وتفور في غضب لا يهدأ لكن في صور أقرب للوحات فنية ساحرة وإن كانت ساكنة تكاد تنوء بثقل ما تحمله!
لطالما سحرتني الطبيعة وأسرتني بجمالها، لا سيما المحيط بأشكاله وأحواله المتغيرة دومًا. لهذا، لا أملك إلا تصوير ومشاركة الآخرين شغفي بتلك اللحظات الخاصة والفريدة للبحر. أحب الطبيعة البرية غير المتوقعة للمياه المتدفقة والطريقة التي تهبها أشعة الشمس الحياة، سواء على السطح أو عميقًا تحته.
يملك كيلان جاليري دائم يعرض أعماله في مسقط رأسه في ولونغونغ، أستراليا، لكن يمكنكم الاطلاع على أعماله المحدّثة باستمرار عبر حساباته الاجتماعية على إنستجرام، وفيسبوك أو حتى شراء لوحات مطبوعة لصوره المذهلة عبر الانترنت.