مازال يتفصدُ عرقاً .. كلما اقترب موعدُ العشاء
لم تغادره عادته هذه ... منذ سمع حديثاً لامعاً دار عنه .. ذات مساء
للحظة تملكه الزهو .. وهو يتعرف كيف أنه رغم كل سنيّ عمره الطويل ما يزال محتفظاً بملامح نشأته الاولى ..
كيف صار تأريخاً ... تعاقبت على حمله .. أجيال وأجيال .. من هذه المخلوقات الناطقة .. والنافثة للدخان
الان فقط .. بدأ يتذكر وصايا العناية الخاصة ... التي تطوف حوله ..
واذ بدأت خيوط ذاكرته بالانتظام ... صار أكثر خشية .. أكثر خوفاً .. وأكثر وحدة
بات أكثر فرقاً من أرضية الرخام ... التي لا تعترف بالتواريخ ..
فغفلة يد واحدة ... قد تحيلهُ .. لتأريخ منسيّ
هناك على الرف ألأول .. يقضي ساعات انتظاره وحده
إِناءً من الخزف الدمشقيّ .. جداً
19/November/2015