هنا

[راهب]

كنت سأخبركِ شيئا .. يا وطن
مدى الرؤية الذي .. كان يمضغه الدخان .. كان يتشبث بصورتك
سقط الكثيرون في الطريق
.. غير ان الاكف التي كانت تخرج من صدورهم .. كانت تعينهم على الوقوف مرة ثانية
الا واحدا .. لم يكن بعد قد بلغ العشرين .. يا وطن .. كانت الكف التي تخصه .. تتوسل به أن ينهض .. وهي تلملم رأسه ...

مهيب حدّ انني بكيت ...
اي الابجديات ستؤرخ كل هذا الموت الطافح على هذه الارض
........
بوركت ايها الحبيب

[فم اللبلاب]

....

[فم اللبلاب]

...

[فم اللبلاب]

.....

[برزخ]

(4)
لم يكن في مكانه, بحثنا كثيراً.. حتى إننا شكلنا مجموعات وجبنا الأحياء المجاورة, و المستشفيات ومراكز الشرطة و الأماكن التي كان من المحتمل أن يكون فيها, كنّا نُشهر صورته أمام كل مارِ وعابر, كان الأمل من يُحركنا ويُملي علينا شعور الواجب على المداومة في البحث, في يومها عرفنا بأن التعب و الإرهاق واليأس مجرد أوجه للذنب, الذنب الذي ماكُنا نقوى على إقترافه.

لم يختفِ من قبل, آثر الوحدة في أيام كثيرة, أو لأقول لمعظم الوقت, وهذا طبيعي لمن هو في مثل وضعه.. حتى إننا دُهشنا لمعاودته الكلام, الكلام الذي كان يهرب منه, وأكبر من أن يسعة إصطلاح أو تلبسه لغة.. ضل صامتا قرابة العام, بعدما قطف فأس, شجرة عائلته بكاملها.. كان هو الثمرة الوحيدة التي نجت, ولم يلحظها أحد في ذلك اليوم.. بقي متكوماً ومشدواً, كان عقله يقول: إنك ميت مثل هذا الجذع الذي كان يحملك, مُنطفيء وجاف ومُتشقق.. مثل هذا النسغ الذي كان يُضيئك.

مرّ أُسبوع كامل, ويوم بعد آخر.. كنّا جميعاً تحت وطئة الشعور عينه.. إحساس عميق وغامض: "لن يرجع.. وربما يكون بحلول الآن, قد عبر إلى الضفة الأخرى".. هذه هي الجملة التي أتفقنا عليها جميعاً, رغم أن أحد لم يتجرأ على التفوه بها.

عادي عادي ،،،،،،،لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها

[فم اللبلاب]

المصابون بحمى الإنتحاء.. ياشمس
تفهرسهم، نقطة ضوء
واحدة.
مثل
الصدور المنحازة، للنهار
أو السمرة
وكأي فم
آيل لإسمك..
يا حمد

[فم اللبلاب]

حتى المجاز الذي يشبهك.. أفصح من حقيقة.

[فم اللبلاب]

قريب أنا.. من سورة وجهكِ
بمسافة.. بسملة.
ياسدرة دمي

[فم اللبلاب]

أستدين أسمكِ.. بينما ينشغل العالم, بطلب الماء و الأدوية.
........
من يُقنعهم الآن.. بأن شجرة في دمي أو طفل؟
أنا الذي, كلما أقترحت عليّ وجهكِ.. بكيت فوقه
ونمت.

[فم اللبلاب]

كما يُراقب جُنديٌ.. حدود البلاد
بحذر.. بحذر.. بحذر/ أُراقبكِ
بينما.. تسقُطين, لهاوية العالم
مثل ورقة.
.............
بجملة واحدة
كيف كان بإستطاعتكِ نسف هذا الفراغ السماوي- الهائل والمتّسع, كيف ولجتِ لرأسه.. ياقمح جبينه؟
كيف عبرتِ جلده.. وخرجتِ
مثل وخزة
وقفتِ على مسافة منه.. حين هز رأسه, كُنتِ تبتسمين.. لكل الــ"لماذات" التي كانت تفيض منه
رُبما تعرفين الآن.. مايكون كل ما ينتسب لحقول جفنكِ

أقول لكِ.. دونما نهاية أو جزع:
"ما في الجُبّة غيرك"