تعتبر المكتبة بشكل عام مجموعة من مصادر المعرفة والتي تشمل كتباً ودورياًت ومخطوطات وغيرها من المصادر، وأحياناً ما تكون المكتبة أكاديميّة؛ أي متاحة لمجموعة معيّنة من الناس من ذوي التخصّصات الأكاديميّة المحدّدة أو تكون مكتبة عامّة أي أنّها متاحة للناس عامّة، وذلك للاطلاع على مصادرها المختلفة ضمن حدود مبنى المكتبة أو لاستعارة تلك المصادر لمدة محددة من الزمن ومن ثم إرجاعها.
أكبر مكتبة في العالم
تعد مكتبة الكونجرس الأمريكية أكبر مكتبة حجماً في العالم، وهي أقدم مؤسّسة ثقافية فدراليّة في الولايات المتّحدة الأمريكية، وهي عبارة عن مكتبة للبحث تابعة للكونجرس ولكنها أيضاً تعمل كمكتبة عامة وطنيّة، وتتكوّن المكتبة من ثلاثة مباني تقع في العاصمة الأمريكيّة واشنطن دي سي، ويجدر ذكر أنّ مكتبة الكونجرس هي الأكبر من حيث الحجم ولكن المكتبة الأكبر من حيث مجموعة الكتب والمؤلفات هي المكتبة البريطانية.
تحتوي مكتبة الكونجرس على مجموعة كبيرة ومنوّعة بالمواضيع من الكتب من جميع أنحاء العالم، وبما يفوق الأربعمئة وخمسين لغة مختلفة، وذلك بعد أن بدأت كمكتبة صغيرة ومتواضعة ولكنها نمت بشكل مطّرد من حيث الحجم والأهمية بعد الحرب الأهلية الأمريكية سنة 1865 ميلادية، وقد بدأت ذلك بالمؤلفات داخل الولايات المتّحدة ومن ثمّ بريطانيا ومن ثم الدول المتحدثة باللغة الإنجليزية ومن ثم باقي الدول، وقد كان استخدام المكتبة متاحاً لأعضاء الكونجرس والمسؤولين الحكوميين ومن ثمّ أصبحت متاحة للعامة من الناس.
نظام مكتبة الكونجرس
لا تعتمد مكتبة الكونجرس على "نظام ديوي العشري" لتصنيف وترتيب الكتب، ولكنها قد ابتكرت نظاماً خاصاً بها للتصنيف وهو "نظام مكتبة الكونجرس للتصنيف"، وهو النظام الذي تستخدمه معظم المكتبات في الولايات المتّحدة الأمريكية وفي عدّة دول أخرى، ولكن في معظم المكتبات حول العالم سواء المكتبات الأكاديمية أو المكتبات العامة يتمّ فيها استخدام نظام دوي العشري للتصنيف وهو بذلك النظام الاكثر شيوعاً في المكتبات حول العالم.
تمّ اختراع نظام مكتبة الكونجرس للتصنيف سنة 1897 ميلادية بواسطة أمين المكتبة في ذلك الوقت Herbert Putnam وكان هدفه من التصنيف وقتها تحديد مكان كلّ كتاب ومؤلف لتسهيل ترتيب الكتب وإعادتها إلى مكان بعد نقلها، وقد كانت المكتبة في أوّلها في ولاية نيويورك قبل نقلها إلى العاصمة واشنطن دي سي، وقد عمل على تطوير وتحسين هذا النظام طيلة فترة عمله في المكتبة حتى تركها في عام 1939 ميلادية ولكنه كان ناقصاً لمواضيع الفلسفة، والدين، والقانون، وتم العمل فيما بعد في السنوات اللاحقة على تطويره وإضافة كتب الفلسفة والدين والقانون إلى تصنيف مكتبة الكونجرس حتى أصبح على شكله الحالي اليوم.