يقع مسجد الشيخ زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في إمارة أبو ظبي، بالقرب من شارع الخليج العربي، ما بين منطقتي المشرف والمقطع.
يعتبر مسجد الشيخ زايد من الصروح الإسلاميّة المميّزة في العالم كله؛ حيث يعتبر المسجد الرابع في العالم الإسلامي من حيث حجم المساحة، إذ يسبقه فقط المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ومسجد الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء في المغرب العربي. يتّسع المسجد الحرام لحوالي سبعة آلاف مصلٍّ في داخله، ولما يزيد عن الأربعين ألف مصلٍّ من خارجه.
أمَر الشيخ الراحل وايد آل نهيان -رحمه الله تعالى- ببناء هذا المسجد العظيم في عام ألفٍ وتسعمئة وستة وتسعين من الميلاد؛ حيث سعى من خلاله -رحمه الله- إلى التأسيس لنشر ثقافة راسخة، تعمق المفاهيم والقيم الإسلامية الرائعة، فقد صار هذا المسجد من مراكز العلوم الدينية الإسلامية. وقد أقيمت الصلاة الأولى فيه في عام ألفين وسبعة، وتحديداً في التاسع عشر من شهر ديسمبر، وقد كانت أوّل صلاة أقيمت فيه هي صلاة عيد الأضحى المبارك، إلّا أنّ أعمال البناء كانت قد انتهت في عام ألفين وثمانية، ففي تلك الأثناء لم تكن قد انتهت بعد.
يمتاز مسجد الشيخ زايد بالمآذن الأربعة الجميلة، المتواجدة في أركان الصحن؛ حيث يبلغ ارتفاع هذه المآذن حوالي مئة وسبعة أمتار، أما من الداخل، فيبلغ عدد الأعمدة أربعة وعشرين عموداً؛ حيث تحمل هذه الأعمدة كلَّاً من القباب الكبيرة، والأسقف الجميلة، وقد تمّ تصميمها بحيث يجزّأ العمود الواحد إلى ركائز أربعة، وقد كسيت هذه الأعمدة بالرخام، وذلك لإضفاء الجمال الأخّاذ عليها، وقد تم تطعيم الرخام بالصدفيات نباتية الشكل، مما زاد من جمال منظرها وبهائها.
أمّا الأرضيات فقد غطّيت بأكبر سجادة صنعت في العالم؛ حيث وصلت مساحتها إلى حوالي خمسة آلاف وستمئة وسبعة وعشرين متراً مربّعاً، وقد تمّ تزيينها وزخرفتها بأجمل الزخارف، وقد نسجت في دولة إيران يدوياً، من قبل شركة متخصصة، وقد اشتغل في نسجها حوالي ألف ومئتي عامل وعاملة عدا عن الفنيين.
تحتوي سجادة المسجد على ألفين ومئتين وثمانية وستين عقدة، أمّا كتلتها فقد وصلت إلى حوالي سبعة وأربعين طناً تقريباً، في حين كانت تكلفتها الإجمالية حوالي ثلاثين مليون درهم إماراتي.
قبّة المسجد الرئيسية هي أيضاً الأكبر في العالم؛ إذ يبلغ ارتفاعها ثلاثة وثمانين متراً، أمّا قطرها فيصل إلى اثنين وثلاثين متراً، في حين تقدر كتلتها بنحو ألف طن، وقد تمت زخرفتها بأبهى وأجمل الزخارف بمادة الجبس، وعلى يد فانين ينتمون إلى جنسيات عربية. وقد زينت أيضاً بالآيات الكريمات.