إذا كان كريستوفور كولومبوس أول من اكتشف القارة الأميركية، فكيف وصل الهنود (سكانها الأصليون) إلى هناك قبله؟
أجاب مؤرخون عن هذا السؤال، بأن الهنود مرّوا بسيبيريا قبل وصولهم للقارة الأميركية، بحسب صحيفة ça m’intéresse الفرنسية.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة علمية وجود طفرة جينية يختص بها هنود القارة الأميركية وسكان “ألتاي”.
وقد اكتشف الباحثون هذه الطفرة متواجدة في التقاطع الذي يربط كلاً من دولتي روسيا ومنغوليا، مما يشير إلى إمكانية أن تكون هذه المنطقة مهد السكان الأصليين للقارة الأميركية.
وفي الواقع، تشير التوقعات إلى أن الهنود تحولوا إلى القارة الأميركية عن طريق مضيق “بيرنغ”، الذي يفصل بين كل من قارة آسيا وقارة أميركا الشمالية.
لماذا يختلف أصل شعوب القارة الأميركية؟

ولسائل أن يسأل، لماذا يختلف أصل شعوب القارة الأميركية؟ إن الجواب يتمثّل في أن كلاً من الارتفاع عن سطح الماء والأمراض تسبَّبا في ظهور تغيُّرات جينية تختلف من شعب لآخر.
ومع مطلع القرن العشرين، اكتشف علماء الآثار بقايا رماح في ولاية نيومكسيكو الأميركية، إذ يعود تاريخها إلى حوالي 13 ألف سنة. والجدير بالذكر أن هناك مؤشرات أخرى تدل على استيطان شعوب هندية منذ 14500 سنة، بعد اكتشاف أدوات حجرية في الموقع الأثري “مونتي فردي” بالشيلي.
يعتقد علماء الآثار أن الهنود اعتمدوا الطرق البحرية للتنقل بين شمال وجنوب القارة الأميركية على طول سواحل المحيط الهادئ. وهناك توقعات أخرى تفيد بأن الهنود قد وصلوا للقارة الأميركية مباشرة من أوروبا، بعد أن تجاوزوا جليد شمال المحيط الأطلسي، مستعملين السفن.
وفي سياق الحديث، اكتشفت بقايا لصوان ذي وجهين (ضربٌ من الحجارة)، وهي أداة نموذجية استعملت خلال الحقبة الحجرية.
كما تم العثور أيضاً على بقايا لنفس الأداة في كل من فرنسا وشبه الجزيرة الأيبيرية يعود تاريخها لما بين 17 ألف و22 ألف سنة. في المقابل، تبقى بمثابة الدليل الضعيف على تاريخ تواجد الهنود الحمر في القارة الأميركية.