كبري عقلك يا سيدتي
إن ما تحكينه عن وجود إمرأة ثانية
في جواريري .. وفي ذاكرتي ..
هو تأليف روائي .. وشطحات خيال
إنك الأولى .. وما يتبقى من نساء الأرض
ذرات رمال ..
لا تخافي .. لا تخافي ..
ما هناك امرأة شقراء .. أو سمراء ..
أو سوداء .. أو صفراء .. تستدعي اهتمامي
أنا لا أرقص في الحب على خمسين حبلا ..
لا ولا أشدو على ألف مقام
إنني اؤمن بالتوحيد في دين الهوى
فضعي رجليك في الثلج .. ونامي ..
من تكون المرأة الأخرى ؟ .. وما أوصافها ؟
الجميلات على كل رصيف
غير أني لا أرى غيرك في هذا الزحام
والموديلات يحركن احساس المرايا
غير أني لم أعانق في حياتي ..
الشهيرات يوزعن التواقيع يمينا وشمالا ؟؟
غير أني لا أرى شيئا امامي ..
إنتهى العصر النزاري الذي اسسته
وانتهت كل حروبي ..
وفتوحات غرامي.
لم أعد أملك سيفا واحدا..
أو حصانا واحدا ..
أو سوارا ذهبيا واحدا تحت الخيام.
فاستريحي من عذاباتك ، يا سيدتي.
ليس عندي جبهة ثانية أفتحها
بعدما أصبحت من حزب السلام !!...
لست مجدوبا ..
لكي اهرب من عرس
وأبقى نائما فوق الجليد ..
فأنا اعرف وبالتحديد ماذا
من حبيباتي أريد ..
ومن الشعر أريد ..
وأنا أعرف
أن لا شيء في العلم النسائي جديد !!.
كبري عقلك .. يا سيدتي .
فأنا ما كنت يوما شهريارا ..
كنت دوما رجلا لامرأة واحدة ..
وعشيقا جيدا ..
وأحادي الولاء..
إنني أؤمن بالتوحيد في دين الهوى.
وبأن العشق في جوهره
هو شعر من كتابات السماء !!.
ربما كانت طموحاتي غريبة ..
وهواياتي .. وأفكاري غريبة ..
عقدتي الكبرى التي لم اشف منها
أن كل امرأة احببتها
كان لا بد أن تشبه أمي !!.
إنتهى العصر النزاري
فلا ورد دمشقي .. ولا كحل حجازي ..
ولا عطر فرنسي ..
ولا شعر على الأكتاف مجنون ..
خرجت فاطمة عن طاعتي.
خرجت راوية .. .
خرجت عن سلطتي أوعية المسك ..
وموسيقى الأساور ..
هربت كل العصافير التي خبأتها
تحت الضفائر !!.
إنتهى العصر النزاري الذي عاصرته
وانتهى الحب كما نعرفه
ودخلنا في زمان النرجسية ...
يبست ذاكرة العشاق .. حتى
لم يعد يذكر قيس
إسم ليلى العامرية !!..