كل مرة يأتي الحبّ
في نهاية ديسمبر
يجدنا نسأل:
ما الذي سأهديه لمن أحبّ؟
دون أن نسأل
ما الذي سنهديه للحبّ هذا العام؟
يعود العام من النهاية مرة أخرى إلينا
مفرطًا في أشجاره الثلجيّة
في أشجاره الضوئيّة
في الهدايا المتراشقة نحو المداخن
هل فكرنا كم من عيد سنعيشه هذه الليلة؟
******
ذاتَ يوم
من ديسمبر
الحزين
كان العالم يرسل كلّ شيء في الصناديق
الهدايا.. الهبات .. وحتى القنابل
وكنتُ في معطفي أنتظر
هديتك التي تساوي عاما من الانتظار
وكنتُ أحمل في ساعتي الإمبراطورية
صورة لوجهكِ
تصادفينني فيهَا كلما فتحتها لأرىَ الوقت
تلكَ الساعة الزمنية التي تتدلى بسلاسلها
من جيب صدري
مازلت تدق إلى آخر كل نهاية عام
******
ترانا سنلتقي الليلة
تحتَ مكاننا المشبوه للعشاق
الذي هو المطر
المطر الذي يرتب مواعيدنا الأخيرة دائمًا
والنظرات الأخيرة.. والكلمات الأولى
التي ننهي بها عامنا؟
ننهي بها عامنا؟
******
بطاقاتْ بطاقاتْ... تتزاحم كل عام
مازلت أكبتها وأكتبها إليكِ طوال كل عام
مازلت أراسلكِ بحنينها الزاجل الذي لن يصل
والذي ما قبلت حمامة بحمله على هودجِ جناحيها.
******
ترى ..
مَاذا فعل هذا العام في وجهكِ
هل غير جغرافية جسدكِ
أم مازال يخفي تجاعيد الانتظار التي
بدأت تظهر عليكِ كل عام
حد عنوسة عشقية؟
******
ذاتَ نهاية عام
كانوا يمررون موتى الحرب الأخيرة
في صناديق
ويضعون الورود على قبور
لا أسماءَ لها
حيثُ كل يدفن أحزانه الصغيرة
ويعلقون عليها الأجراس
مدندنة بأمنية قد تحدث العام القادم
ولا أحد كان يدري أنني
حلمت بكِ تلكَ الليلة
في موكب الصناديق
عروسًا لا أحد سيتعرف عليها
لا أحد سيفكر بأنها ماتت شهيدة ولعها
لأنها حلمت أن تغير عداد الزمن القبيح
الذي كانَ يزيف صورتكِ
بالزمن الجميل الذي
يمضي منا كل عام
******
بقلم
محمد قاسم الخزامي