عرف السرطان منذ زمن أبو أقراط، ووصف في ذلك الحين بأنه كتلة تنمو وتكبر في الجسم وفي وقتا الحالي ، أصبحت هذه الكتلة تشخص بالعلم بصورة أدق وأوضح، فقد تكون كتلة ورم حميد، وذلك عندما تنشأ في مكان ما في الجسم وتكبر إلى حد معين، لكن دون انتشار، وتكون ذات تأثير موضعي . أما الورم السرطاني، فلديه القدرة على الانتشار والوصول إلى أماكن بعيدة من العضو الذي ينشأ فيه، فقد يكون السرطان في الثدي وينتشر إلى الكبد و العظم أو الدماغ ،وهذا أهم ما يفرق السرطان عن الورم الحميد، إضافة إلى خصائص أخرى تختلف باختلاف السرطان.
♥ الاسباب الخفية التي تؤدي الى السرطان :
◄ أولا العوامل الوراثية : تشكل العوامل الوراثية الجزء الأقل ) 10 % ( من حالات السرطان ، وهناك أسباب وراثية تزيد من احتمالية الإصابة في العائلة لأكثر من فرد، وفي أكثر من عضو في الجسم. وتظهر مؤشرات وراثية تدعو إلى عمل الفحص الجيني لاكتشاف احتمالية وجود الخلل ، ومنها الإصابة بالسرطان في سن مبكرة جداً في العشرينات أوالثلاثينيات من العمر، أو إصابة الشخص الواحد بأكثر من نوع من السرطان لأكثر من فرد من أفراد العائلة.
◄ ثانياً العوامل البيئة : مع تقدم الأبحاث، فهناك دراسات من الممكن للشخص أن يعرف استعداده الجيني للإصابة بالسرطان. وهذه العوامل البيئية يمكن إجمالها في التالي:
1- التدخين بجميع أشكاله : التبغ ، السيجار، الشيشة أو الارجيله … ألخ ، يعد السبب الرئيس في 855 % من سرطان الرئة، حيث تحتوي المادة المكونة للسيجارة، مثلا، على أكثر من 4000 مادة مسرطنة، ومن المثبت علمياً أن التدخين له علاقة بالعديد من السرطانات، ويزيد من نسبة الإصابة بها، كسرطان الرئة، الفم، العنق،المرى،المثانة، والبنكرياس.
2- الكحول : ويعتمد ذلك على الكمية المشروبة، والفترة الزمنية للشرب. ومن الثابت علمياً أن الكحول يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الفم، والحنجرة، والبلعوم، والمرى، والكبد.
3- التعرض للإشعاع والمواد المشعة : الإنسان يتعرض في حياته للأشعة بطرق عديدة، ومن ذلك : التعرض العلاجي، فمثلاً الإصابة بالسرطان ،حفظ الله الجميع، يتطلب علاج إشعاعي يجعل المريض معرضاً للإصابة بنوع من سرطان آخر، فعلى سبيل المثال: العلاج الإشعاعي للسرطان اللمفاوي في سن مبكرة ، قد يشفي المريض من هذا الورم اللمفاوي تماماً، ولكن قد يكون العلاج الإشعاعي سبباً للإصابة بسرطان آخر، و لذا يجب على المريض المتابعة الدائمة مع الطبيب المعالج.
◄ أشعة الشمس : التعرض الدائم لها قد يؤدي إلى سرطان الجلد، لذا فاستعمال الواقي مهم جداً ، وكذلك التعرض للإشعاع النووي يزيد من نسبة الإصابة كما لوحظ في هيروشيما وناجازاكي ومفاعل تشرنوبل النووي وما حدث بسببهما من سرطانات، إضافة إلى الإشعاعات من البيئة مثل غاز الرادون الناتج من اليورانيوم المتواجد في الطبيعة.
◄ العوامل الغذائية والبيئية : هناك بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقة بين بعض أنواع السرطان والتغذية كسرطان القولون وسرطان الثدي، لذا يجب الحذر من الإستهلاك المفرط لبعض الأغذية غير الصحية .
◄ عوامل نمط الحياة والسمنة : قد تتسبب السمنة في حدوث بعض السرطانات، وكذلك النمط الحياتي وطبيعة العمل التي قد يتعرض فيه الشخص لبعض مسببات السرطان.
◄ العلاج الكيمائي : العلاجات الكيمائية تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الدم ، وهي معروفة لدى المختصين وغالباً مايشار إلى هذه المواد بأنها مسببة للسرطان.
◄ العوامل المهنية : هناك بعض المهن التي يتعرض أصحابها لعوامل مسببة للسرطان ، كالعاملين في أماكن محاطة بالبنزين والذي قد يزيد من نسبة الإصابة بامتصاص الدم ، وكذا سرطان الأنف لدى عمال المناجم وبعض المهن الأخرى.
◄ الالتهابات الفيروسية والبكتيرية : هناك العديد من الإلتهابات وبعض الفيروسات التي تزيد من إحتمال الإصابة بالسرطان ، كفيروس الكبد الوبائي (B+C ) والتي قد تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الكبد، وفيروس الورم الحلمي Kapassi Sorcoma وهي مجموعة لأكثر من 100 فيروس، ومن الممكن إن تسبب الثآليل على الجلد، والفم، والأعضاء التناسلية، وفيروس ابسسين بار Epstein Barrier وقد تسبب سرطان اللمفاوي، وفيروس نقص المناعة وقد يسبب العديد من السرطانات كسرطان كبوسي ساركوما .وإضافة إلى الفيروسات ، هناك بعض البكتيريا والطفيليات كالبلهارسيا والتي قد تسبب سرطان المثانة.
هذه الأسباب على وجه العموم قد تكون أحد العوامل أو المسببات للسرطان ولكن هناك نسبة لا يوجد لها سبب وما ينطبق على أنواع السرطانات الأخرى، يمكن أن ينطبق على سرطان الثدي، ولكن سرطان الثدي يختلف نوعاً ما، إذ أنه أكثر أنواع السرطانات التي تمت دراستها ودراسة الأسباب المؤدية لها.