اقرؤوها حتى النهاية
مواساة لكل من فارق عزيـزاً
خلق الله ٥ أنـواع من الحياة
١.حياة الثلاث ظلمات (الرحم) ومدتها من ٧ إلى ٩ أشهر وقليل من يجاوز ذلك.
٢.الحيـاة الدنيـا. ومدتها بين ال٦٠ وال٧٠ وقليل من يُجـاوز ذلك.
٣. حياة البـرزخ. ( وهي أطول من الحياة الدنيـا )
٤.حياة البعـث وهي أطول من حياة البـرزخ ( اليوم فيها مقداره ٥٠ الف سنة) وقليل من يختصرها الى مقدار ما بين الظهر والعصـر ككرامة من الله.
٥. حياة الآخـرة أو الأخيـرة وهي إما جنة أو نار ومدتها ( ما لا نهاية).
فهناك من ينتقـل بين أنواع الحياة بالترتيب… وهناك من يختصرها..
هناك من ينتقل من الأولى إلى الخامسة مباشرة حيث يولد ميتا…فينتظر والديه هناك ليأخذ بأيديهم إلى الجنة..
وهناك من ينتقل من الثالثة الى الخامسة.. وهم الذين يدخلون الجنة بلا حساب..
فالموضوع هو محطات لقاء وفـراق كلٌ حسب اختبـاره…
فالانتقال من الحياة الدنيـا إلى حيـاة البـرزخ لا يعني النهـاية..
بل هناك أمل بلقـاء جديد…
فلا تحزن يا من فقدت عزيـزاً…
إن كان من فقدت دون سن البلوغ..
فقد عافاك الله من همه.. لا تحزن.. سيعتني به الله أفضل منك…هو هناك مرتاحا سعيدا بانتظـارك..فالحكاية لم نتنه بعـد… هناك نهاية جميلة وسعيدة بانتظـارك
و إن كان من فقدت بالغ...فاعلم أنه نزل ضيفـا على من هو أكـرم وأرحم منك..وأيضا تنتظركما نهاية سعيـدة باذن الله..
المسألة مسألة وقت فقط
إن العواطف التي تربطنا بأحبتنا خلقت في هذه المحطة فقط ( الحياة الدنيا)
وستتلاشى في المحطة الثالثة والرابعة..
((لا انساب بينكم)).
بل يحدث لها تغيير عجيب وعكسي في المحطة الرابعة حيث :
(( يوم يفر المرء من أخيه،وأمه وأبيه))
لا يعرفهم ولا يكترث بهم..
بل الاكثـر من ذلك:
(( يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) ))
لذلك اقلق على نفسك… وحين يهزك الشوق إلى فقيدك ..ويحدوك الحنين لصوته… فما أن تقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون) حتى يعطيك الله نفس الأجـر الذي آتاك عند الصدمة الأولى… ولو كان ذلك بعد ٢٠ عاما..
وهذا من رحمة الله بأفئدة عبـاده ومواساةً لهم..
لأنهم لا يزالون في محطة المشاعر والارتباط العاطفي.. محطة ( الحيـاة الدنيا))
إن من نحـزن عليهم اليوم… وتتفطـر قلوبنـا لفراقهم… لا يكترثون بهذا الألـم… رغم أنهم أيضا فارقونـا..
فقد رأوا الحقيقة.. وذُهلوا على ما فرطوا
… إن أغلى أحـلامهم العودة فقط ليصلوا ركعتين أو يسبحوا تسبيحتين..
لا يحلمون بالعودة لبناء القصور وجمع المال والزواج وتربية الابنـاء..
لقد علموا أن كل هذه اختبـارات لا يذهب معهم منها إلا الاجابات الصحيحة والخاطئة..
لذلك… رفقـا بقلبك.. ورفقا بك منك.. فليكن حبك لهم نافعا…
فليكن هدايا من الاستغفار لهم والتصدق عنهم إن كانوا بالغين..
ولنعتني بأنفسنا ونستعد لما لا مفـر له… لنستعد للانتقـال إلى الحيـاة الثالثة..
فالمسألة… مسألة وقت فقط.
اللهم إنّ نسألك حسن العمل وحسن الخاتمة.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد .