توجد في جميع أنحاء العالم أنظمة تقاعدية تؤمّن معاشات للموظفين المتقاعدين، ويتراوح السن التقاعدي في العالم ما بين 60-65 عامًا، فلماذا السن التقاعدي في سن الـ 60 وليس الـ 50 مثلًا؟
تعود القصة لبداية عام 1880 حين كان المستشار البروسي الألماني “أوتو فون بسمارك” يواجه اضطرابات في البلاد تنادي بإصلاحات اشتراكية وذلك في ظل انتشار القلاقل الماركسية في أوروبا. ولسد هذا الباب، فقد أقر برنامجًا للتأمين الاجتماعي الأول من نوعه، حيث على الحكومة الوطنية تسديد معاشات لكبار السن العاطلين عن العمل.
وقد توافق بسمارك على القرار مع الملك “فيلهلم الأول” وتم تمريره إلى الرايخستاغ (البرلمان الألماني)، ونص القرار على أنه يحق لأولئك الذين يعانون من العجز بسبب السن مطالبة الدولة بتوفير الرعاية لهم.
ووفقًا لمؤرخين في إدارة الضمان الاجتماعي الأمريكية، فالتفسير المعتاد للرقم 65 في الوقت الذي تم إقراره به، يمثّل عمر بسمارك ذاته. لكن الحقيقة ليست كذلك، فقد اختارت ألمانيا في البداية 70 عامًا كسن تقاعدي، ولم تخفضه إلى 65 عامًا إلا بعد فترة طويلة من وفاة بسمارك. وعلى الأرجح أن اختيار 65 عامًا هو أمر متطابق بشكل وثيق مع متوسط العمر المتوقع في ألمانيا في ذلك الوقت.
على الرغم من خطته في مواجهة التقدم الماركسي، استمرت الانتقادات لبسمارك بسبب نظام معاشات المتقاعدين. بعد عدة عقود نقل الرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” نظام المعاشات التقاعدية إلى الولايات المتحدة، وقد اختارت لجنة الأمن الاقتصادي عام 1936 سن التقاعد 65 عامًا لكن ذلك لم يستمر.
وفي الثمانينيات أجرى الكونجرس الأمريكي تعديلات على نظام الضرائب المستقطعة وسن الأهلية، وحاليًا يعتمد سن التقاعد على العام الذي وُلد فيه الشخص. وفي الوقت ذاته أجرى الألمان تعديلات على نظام التقاعد، وتم رفع السن التقاعدي إلى 67 سنة.