عندما يتعلق الأمر بالناس، فإن هناك الكثيرين يحبون التعامل مع الأشخاص الودودين واللطفاء، لكن هذا الأمر قد حذرتنا منه دراسة جديدة أجراها فريق من اللغويين وعلماء الكمبيوتر، الذين قاموا بتحليل أنماط التخاطب بين الناس الذي يلعبون لعبة استراتيجية على الإنترنت
تثق بالأشخاص اللطفاء؟
كما شرح الكاتب راشيل اينبيرج في مجلة العلوم، إن الأشياء مثل الخيانة يصعُب إجراء الدراسات عليها، كما أنه من الصعب استخلاص النتائج من سلوك الناس وهم تحت المراقبة. يقول عالم الكمبيوتر كريستيان دانسكو: “إن العثور على بيانات ذات صلة بالخيانة هو في الحقيقة أمر صعب”.
وأضاف: “عندما سمعت عن لعبة الدبلوماسية -وهي لعبة فيديو إستراتيجية- جاءت لي فكرة”. هذه لعبة إستراتيجية لحرب باردة، تتمحور حول منافسة اللاعبين للحصول على الأراضي دون استخدام الأسلحة أو الجيوش، بل فقط بالكلمات.
من الجدير بالذكر أن هذه اللعبة تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة منذ أكثر من نصف قرن، واليوم فإن هناك الكثير من ألعاب الدبلوماسية على الانترنت، حيث يُجري اللاعبون المفاوضات والتحالفات والمعاهدات، والتلاعب والانقلابات. بطبيعة الحال فإن الخيانة تأتي من خلف الكيبورد.
أدرك كريستيان أن نصوص هذه المحادثات هي الكنز المعلوماتي لتجربته. استعان هذا العالِم بمجموعة من العلماء الآخرين والخبراء في استخراج البيانات لجمع أكثر من 145 ألف رسالة نصية بين اللاعبين وقاموا بتحليلها على أمل العثور على ما أسموه “التنبؤات اللغوية للخيانة”.
وقد كانت النتائج مُبهرة، حيث وجدوا بأن المخاطبات التي تحتوي على المعنويات الايجابية، وأسلوب الخطاب اللطيف والودود، أو التركيز على تخطيطات المستقبل، هو إشارة وشيكة على الخيانة. وبعبارة أخرى إذا بدأ شخص ما يُجري حقاً المحادثات بطريقة مهذبة فإن الوقت قد حان لتغيره وانقلابه.
وكما جاء في موقع mentalfloss، إنه من المهم أن نأخذ في عين الاعتبار بأن هذه الدراسة تبحث فقط بين اللاعبين في لعبة خيانة مركزية، وإنه من الممكن أن تجد شخص ودي معك في العمل أو في الشارع لكنه ليس بالضرورة أن يضع في سره شيء ضدك.