عجبت كيف يبيت للشاعر محمد قبازرد

عجبت كيف يبيت هانئا رمقي الواصل الليل لهوا حمرة الشفق
الموهم النفس ان الدهر ذو سعة والدهر مهما يسعك رحبه يضق
اماتني قبل موت الدهر مذ فتنت نفسي بدنيا متى ما أبصرت تشق
كم يوسف راودت قبلي بها شغفوا أبلتهم كقميص قد ممتزق
هاموا بها وفحيح الصل منطقها لئن تلن جيدتي الناب في الشدق
لعوب ما فتئت تفني الورى عددا ولم تزل تنكح الأحياء في شبق
فالدنيا ارملة لكل مرتحل وهي الشموع لمن لم يرتحل وبقي
تاجرتها فإذا اوفى مغانمها خفا حنين وكفا كاسد أبق
ما أقرضت حسنا إلا عليه ضنت وانشبت جابيا كمخلب الوشق
بلى ضمنت لآمالي الرفاه بها لو ضمن الغمض في أحداق ذي أرق
كأنها ببلى الأرزاء تردفني آبال أرزائها قد لقحت نوقي
إن ضاحكتك ضحى بكورها فبكى أصيلها لو تصل تجفوك في الغسق
قوادم العمر قد شابت قوادمها طار الغراب وحطت صبغة الحذق
وقد مضت أربعون منه تهت بها كتيه أصحاب موسى في نوى معق
فليتها سودت رشاد ذي سفه بقدر ما بيضت رماد منتعقي
وليت أمكن إن عاش الذي سفكت من الليالي بلا سيف ولا درق
سفكا أريق به ماء الشباب سدى وروقه ومراق الدم لم يرق
سفكا ذمام بني الأيام غارته وسلمه كر خيل غير مستبق
سفكا بساكنة الأجفان يرقبني والنفس ساكنة الأجفان لم تفق
كأنها والهوى طوعا لخنصره فراشة وسباها الروض بالرحق
تقفو كخضر لورد الخلد ناهلة ظمئى كهاجر تقفو ورد مؤتلق
حمقاء آيسني طب الأساة بها آسى المسيح وهل آسى من الحمق
لو فاتها من زهيد العيش أحقره ترثيه رثي ابن عبد ثهمد البرق
قد كان أجلل ما ترثيه لو علمت قوام قد ثني كنبلة رشق
فوارحيلا وحلا آذنا نزلي منازلا ساوت السادات بالسوق
أواهلا تنهر العمار ما عمروا خرابها آيذا افهم ارع أفق
توائقا هاجها هجر الضجيع بها ترابها قبل في خد معتنق
بياض ما ألبست من ثوبها الخلق سواد ما أبلست من حولها المحق
فما المصير اذا انسلت من درر لنفخة الصور او بزمرة البوق
وقمت من جدثي عريان أثملني خمر سقانيه كأس الهول والرهق
غداة ما يلتجي بوالد ولد الا كما يلتجي المبتل بالغرق
الساق كاشفة، الكف ناطقة الطرف يفضح ما استرقت من رمقي
والله سائل والأشهاد شاهدة من كل عرق دم بوحي ومنتطق
امانة من لمتن خف يحملها حبك السما ورواسي الارض لم تطق
وما شفيعي ركيعات وإن حسنت ولا قواف بدت مبسوطة النسق
لكنما شافعي الروضة تهتف بي هافتك زهرة أهل البيت فانتشق
يا هاويا في سحيق غيظ زافره هذي حبال التي ابكتك فاعتلق
اليوم كل يطأ جسر الصراط خلا جفن رقى فاطما فوق الصراط رقي
أم أبيها وسبك العجز متفق ما عاقها والد او قلت لم تعق
عفيفة النفس خجلى الحياء بها آلى بألا يبد القبر للحدق
ولا يجاب مدى الأزمان زائرها أفي البقيع ثرى أم غرقد الأفق
لا عيب فيها سوى أن السماء لنولها هجت نوءها يا كانز الودق
قد يبعد الشي عن شيء يشابهه إن السماء شبيه الماء في الزرق
تسخوا السحائب والأنواء أدمعها وهذه بمحيى ضاحك طلق
تخالف الناس الا في شمائلها فما تخلف شمل غير متفق
هي سدرة المنتهى وطوبى روضتها هي كوثر الخلد سلسال بلا رنق
فبذرها عن رسول الله مغرسه وجذرها عن علي الساقي الحتوف سقي
فوق الربا بسقت طابت بما وسقت من مورقين سميم العود منسحق
قد فتقت أكمها إلا لواحدة وكل مكمومة يوما لمنفتق
لناضر عرج الإمحال وطأته سقيا أيا خير محجوب ومنبثق
بذي الأساور زان الدين معصمه وما سيعطف جيدا حالي العنق
فقل لعيني كرى في فلكهم سهرت كفي او اغف بجفن غير منطبق
يروث العلم فيهم عن أب وجد كما تورث فينا تركة الورق
قال الجمان عن المكنون والده عن جده الدر عن آبائه اليقق
هويتهم مضغة في رحم والدتي من قبل ما مخضت بي ساعة الطلق
من قد غدتني ولا درا محالبها در الولا دونه مختومة الرحق
حتى علمت علم المرء في صغر نحت على الصخر لا نقشا على الورق
أن الكمال هلال تمه رهط كمال خلقتهم من كامل الخلق
لولاهم ادم الاسماء ما هديت ولا اهتدى يخصف السوءات بالورق
ولا هما عارض الياس آذنه ولا ارتقى رتبا ادريس كالشهق
ولا لهود تهادت صرصر عصفت على العتاة عتت من كل منخرق
ولا قضت صيحة وتر الفصيل وناقة ولا جثمت بعاقر وشقي
ولا وشت كفة التطفيف هامسة أختاه وا فاش عيب كيلنا فثقي
ولا انجلت ظلمة حلكى ولا سكتت عن يونس سورة المغتاظ ذي حنق
ولا استوت فوق جوديها ولا شحنت فلك ولا عصمت نوحا من الغرق
ولا تطهر لوط اذ وطوا بدلا نجس الرجال عن النراجس المشق
ولا قواعده شاد الخليل بها بيتا قواعدها هزوا بذي سلق
ولا الصفا اصفى اسماعيل زمزمه ولا روت مروة من ريها الغدق
ولا ليوشع شمس شعشعت رعشا حتى غدا غارب الافاق كالشرق
ولا لداوود زبر سال منثنيا ولا مثاني زبور سن كالودق
ولا سليمان اخت الدوح هاد لها فما ينح يشجها او يهتزج ترق
ولاهدى هدهد بلقيس اذ سجدت لوجه شمس عن الزهراء مسترق
ولا السري سرى لمريم وسقى ولا تساقطها جني من العذق
ولا الهوينا مشت عيسى به قدم رهوا على رهو بحر غير منفلق
ولا بإذن البرى أبرا براحته ولا تكلم مهدا لف في خرق
ولا الفؤاد امتلأ لأم موسى ولا تابوت موسى رسى من أبحر عمق
ولا اقتفى للظى ولا احتفى بطوى ولا احتمى بأخ ذي مفصح ذلق
ولا ألقفي أمرت كاف الاله عصا ولا اسلكي جيبه يا كف وابترقي
ولا جرت رجل أيوب ولا ركضت ببرد مغتسل مأمونة الزلق
ولا نجا يوسف من جب غيهبها ولا اتدنا وارد بدلو مندلق
ولا انقضى حزن يعقوب ولا عبقت روح الكظيم بريح ثوبه العرق
قد مسني ضر ما قد مس اخوته وما العزيز سوى المنشيني من علق
رويت سنبلة اميلي ببارقه فما العجاف ومزن الله مرتتق
اسجيته من متاع الظن احسنه فحقه فاقرا وحسن مرتفق
وجنة وسعها من وسع رحمته منضودة طلحها مخضودة النبق
مباحة الراح والارواح آثمة او تنتشي من سلاف أكؤس دهق
بها البهاء وبها حور مراشفها لها اللهى ولهى تسلوا عن الشرق
ولست للحور والولدان ذا كلف لكن على سادة الفردوس واحرقي
من لو اسر التقى بغضا لهم ولقى سعير يوم اللقاء ما كان منه وقي
المصطفى نفسه سبطاه بضعته وآله هم وربي مهتدى الفرق
لكم بسطت ذراعي في وصيدهم فتيان كهفي وكم طابت بهم لعقي
وصحبه من رعوا الثقلين حقهما ولم يجيؤوا بقول عنه مختلق
ومن إذا بأب الدهر الكنود أبى كانوا مفاتح باب صرفه الغلق
المسرج الليل في فرض ونافلة المسرج الخيل في بدر ومصطلق
الطاعن السن المرد المراس وغى الطاعن السن سن الماء للذلق
فلا ألفينك يا نفسي مفزعة إن قل زاد رحيل موحش الطرق
وإن بررت يمينا جل قاسمها لتركبنه أطباقا على طبق
وتوردنه حشرا صدر وارده واه ينوء بحبل خافق قلق
إذ الخلائق لجا في تخاصمها وعطر من شما فيها لم يدق
وأنجز اليوم ما عن صدقه مطل بأمسهم بين مرتاب ومتثق
ونشرت في طوى الآفاق محضرة صحف بلا قلم تقرأ ولا ورق
فذكرت من خنا جرمي ومن لممي وألزم الله ذاك الطير في عنقي
وبرزت والملا رجما لحاطمها هيهات ما مالك منها بمنعتق
وتاقت السبع لو ترقى سلالمه ومثلها السبع لو تأوي الى نفق
وصرت في حلق البلاء في حلق يضيق عن حلق مستحكم الحلق
فطيبي يا نفس فالله السلام قضى قدما على غضب بعفو مستبق
وطيبي ما دام باب الله مرجعنا فما يرد كريما كف مرتزق
وللحبيب فأسري في شفاعته من ناجياتي و افراسي ومن برقي
واستطعمي يا اهل دار صام صائمها ثلاثة لفتيت الخبز لم يذق
دار جهنم لو لاذت بساحتها ألفيت أسفل درك غير محترق
عز الفتى وجه وهاب يؤمله وذله ماء وجه فيه لم يرق
طيبي وصلي على من لولا حسنهم ما عوذ الله عين الحسن بالفلق