الشباب والمشي الى الامام الحسين عليه السلام
ليس متوقعاً في المجتمعات الاسلامية ان يكون الشاب تابعاً في افكاره دائما لغيره، ذلك أن مجرد التبعية تشعر الشاب بالرفض خصوصا عندما لا يفهم سبب التبعية ويبقى مجبراً على قبول ذلك احيانا ورفضه احيانا اخرى.
ومن تلك القضايا الامور التي لا ترتبط بتوجهات الشباب في الحياة من قبيل المراسم الدينية التي تعود عليها وهو صغير ولا زال يقوم بها حتى بعد ان شعر بانه مجبر على فعلها بحكم تبعيته لأهله في ذلك.
وقضية المشي الى الامام الحسين عليه السلام في الزيارة من أكثر تلك القضايا التي تشغل بال الشاب خصوصا وهو يرى ويسمع أن الشباب في العالم يبدعون في مجالات أخرى، وربما يجنون الكثير من المال وهو لازال يزاول امراً يشعر في كثير من الأحيان انه قد تعود عليه في صغره ولم يستشيره أحد في قبوله ورفضه.
والشاب بطبيعته يرغب في فعل الامور عن قبول وقناعة؛ لأنه يرغب في ان يكون مستقلا في أفكاره واعماله حتى انه عندما يمشي لا يجب ان يمشي الا مع اقرانه من الشباب وليس مع والديه أو أهله.
وهذه الشعيرة من أقرب الامور التي يمارسها الشباب في الوقت الحالي؛ لأن الجهد الذي تحتاجه يتناسب مع القوة والنشاط الذي يمتاز بهما الشاب ولذا ترى بوضوح ان عدد الممارسين للمشي من الشباب يوازي عدد الممارسين من بقية الاعمار جميعا.
وعندما نريد من الشاب أن يفعل بعض هذه الامور التي نعتقد بأهميتها فعلينا أن نرسم له صورة واضحة حتى ينساق معنا في اعمالنا وممارساتنا الدينية، ويزداد في وعيه للأمور وتتكامل شخصيته؛ ليكون قادرًا على الرد عندما يسأله البعض عن سبب القيام ببعض تلك الاعمال.
ومن أجل هذا قد يحتاج الانسان الى وقت يعوّد ابنه فيه على الممارسة اولا وذلك في الوقت الذي يكون فيه غير قادر على فهم المطالب الدينية ووعيها ثم يتدرج معه في الطرح بما يتناسب مع عمره وتفتح مداركه كما إن عليه أن يراقب تلك المدارك من خلال الاستماع الى ما يدور في ذهنه من امور تشغل بال الشاب حتى لا يسبقه الى القناعة الاخرون لأن قلب الحدث أرض خالية تحتاج الى مراعاة وأناة وفطنة في الفعل ومعرفة الوقت المناسب لبذر الافكار فلا يسبق وقت طرحها ولا بتأخر في الطرح عند الحاجة اليها وبالتالي يكون الاب هو المعلم للسلوك والموضح للعقيدة.
كما إن الاسلوب الذي يجب الاعتماد عليه في ذلك هو الرفق حتى وإن كانت طريقة التساؤلات التي يتم طرح الكلام فيها غير معهودة ولا مقبولة فان الشاب يريد من يثق به حتى يُستقبل منه الكلام وقبل الثقة بالقائل لن يسمع وإذا سمع لن يقنع.
وممارسة الإنسان لبعض الشعائر وإعطاء الدروس أثناء الممارسة يكون أكثر تأثيراً في نفس المتلقي وذلك لأنه يرتبط بتلك الاعمال عندما يكون التوضيح مقترناً بالعمل وهذا ما تؤكد عليه طرق التعليم الحديثة.
جميل مانع البزوني