مشكلة ضعف الشخصية لطفلك وحلول ناجحة للتعامل معه
الغد- هل يوجد طفل ضعيف الشخصية فعلاً؟ كلنا نتفق على أن هناك طفل قوي ومغامر ولا يخاف الناس والتعامل معهم، ويعرف كيف يجيب بل ويفرض رأيه، وهناك طفل يتعرض للضرب في المدرسة إنطوائي وخجول ولا يعرف التعبير عن نفسه. إذن فنعم، هناك أطفال بشخصيات قوية وآخرين ضعاف الحضور والتعبير، ومن صفات هؤلاء الخجل الشديد.
والخجل صفة عادية عند الأطفال، يشتركون فيها وهي لا تدعو للقلق، إلا إذا حملت صيغة الاستمرارية هو الذي قد يستدعي قلق الأهل لكي لا يكون الخجل انعدام للثقة بالنفس وبناء شخصية انطوائية لا تنسجم مع محيطها، فنجد الطفل في المدرسة ويلعب وحده، هنا لا بد من فهم الأسباب، فعادة ما يزول خجل الأطفال مع دخول المرحلة الابتدائية في المدرسة، ويصبح هامشياً.
وهذه بضعة أمور أساسية لا بد من التفكير بها لدى الطفل صاحب الخجل الزائد حسب موقع أنا زهرة:
1- أولاً يحتاج الطفل إلى التفاعل مع أقرانه لتعلم البعض من المهارات الاجتماعية اللازمة لنموه وتطوره المعرفي، مثل كيفية فهم مشاعر الآخرين والتعامل مع وجهات نظر مختلفة؛ مهارات الحديث والتفاوض والاختلاف، وتعلم كيفية السيطرة على الانفعالات، فالأطفال الذين يفتقدون إلى مثل هذا التواصل الاجتماعي، سيعانون من نقص في خبرات ومهارات الحياة الاجتماعية.
2- الطفل الخجول أكثر عرضة للمعاملة السيئة من قبل الأطفال الآخرين، باعتباره هدفا لسخريتهم وموضوعا لتندرهم وربما لتعنيفه وضربه، الأمر الذي يحدث ضررا واضحا في صحته النفسية ويقوّض ثقته بنفسه، خاصة مع استمرار حدوث هذه الأمور على المدى الطويل.
3- يواجه الصبي بسبب خجله صعوبات أكبر، مقارنة بالفتاة الخجولة بسبب معايير المجتمع القائمة على تصوير شخصية الذكور وفق معايير تتعلق بالجرأة والحزم والإقدام في المحيط الاجتماعي، وهذا ما يجعل من الطفل الذكر مثارا لسخرية أقرانه والبعض من الفتيات أيضا، لكونه انتهك معايير الذكورة في مجتمع قائم على التمييز المقصود في توقعاتهم عن الذكر والأنثى، وهذا لا يعني أن الفتاة التي تعاني من الخجل المفرط لا تتعرض لمضايقات الصغار ممن هم في سنها، ولكن الأمر يتعلق أكثر بحجم وتواتر هذه المضايقات مقارنة بالطفل الذكر.
الحلول لمشكلة الخجل المفرط
1- التأكد من غياب أي سبب طبي كأن يكون السبب مرض التوحد والعائلة تجهل ذلك.
2- بعض معايير العلاج السلوكي للطفل الخجول قصد التخفيف من مخاوفه وقلقه، ولمساعدته على بناء ثقته بنفسه وتكوين شخصية سوية ومواجهة المواقف الاجتماعية التي تتطلب سلوكا متفاعلا مع الآخرين، سواء أكانوا أطفالا في مثل سنه أم كبارا في محيطه الاجتماعي.
3- لا ينبغي إقحام الطفل مباشرة في محيط اجتماعي والسماح له بخوض المغامرة منفردا، كي لا يتعرض لتجارب قاسية مع الأولاد من عنف جسدي ولفظي ورفض وسخرية.
4- إشراكه بالتدريج في نوادي رياضية، تعلم فنون الكاراتية والكونغ فو مثلاً فهي تزيد الثقة بالنفس، الخروج معه أكثر إلى الأماكن العام، امتداح شكله وهندامه وتصرفاته.
5- قد يكون الطفل يتمتع بشخصية خاصة أو لديه موهبة لم تكتشفيها في الرسم أو الموسيقى أو التأليف، فكثير من المبدعين كانوا انطوائييين في طفولتهم، لذلك لا بد من فهم شخصية الطفل وتشجيع الطفل على تنمية هواياته واهتماماته، لعله يجتذب إليه الأصدقاء الذين يشاركونه هواياته واهتماماته.