بسم الله الرحمن الرحيم
الخلاصة هي البقية الصافية من الشيء كما يقال خلاصة السمن أي صفوته , ويقال خالص أي صافي ليس في ما يشوبه ويخل بنقاوته من غيره .
فالإخلاص لله هو إفراده بأمرين كما في قوله ( الآ له الخلق والأمر ) . (له) ملك واستحقاقا كما تقول لمن سألأك هذا الشيء لفلان فتجيبه , هو له , أي ملكه حق له , فإن فهمته هذا فافهم أن لله (الخلق) فكلهم ملك له يرف فيهم أمره كما شاء , فأعلم أيضا أن مقتضى هذا أن له (الأمر) فكما هو المالك والسيد فانتبه أيضا أم (الأمر) له فيلزم منه أن تقلب طرفك في هذا الكون وتقول (ربنا ما خلقت هذا باطلا ) , وعندها تعلم قول المؤمين ( ربنا إنا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربك فآمنا ) لأنهم علموا هذا وأنه لا بد من أمر ولا بد من مبلغ لها الأمر الآ وهو الرسول فالإخلاص هنا أن تفرد الله بأن له الأمر فلا يكون هناك طاعة إلا له ولرسوله المبلغ له فتكون مسلما مستسلما في كل أحوالك باحثا عن أمر الله وأمر رسوله لا تشوب هذا الإخلاص باتباع أمر غيره من هوى وشيطان وأي من خلق الله وإلا لا يصح أن يطلق عليك أن مخلص فكما تتقدم لا يطلق الإخلاص في أمر مشوب .
ومهنا جاء النهي عن قول : لو الله وفلان , وما شاء الله وشئت , فالواو تخلط الأمرين ببعض والإخلاص صفوة ونقاوة فلا إخلاص هنا بل هو شرك وخلط , وأهل بيت رسول الله عبيد لله كما الرسول عبد لله كما قال تعالى ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ) وقال عن نفر من رسله (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ) وقال عنه رسله وملائكته الكرام (من يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا ).
فاحذر من هذا وتب إلى ربك لعلك تنجو من الشرك به الذي قال في أهله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما )
* ولتعلم شدة هذا الأمر وبعد أكثر الناس عنه ما جرى لأحد الصحابه في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان يعلمه ذكر يقوله : قال الصحابي فرددتهن لأستذكرهن فقلت آمنت برسولك الذي أرسلت فقال له الرسول قل آمنت بنبيك الذي أرسلت , كما علمه أول مره , فما بالك بمن يبتدع أقوال وأذكار من عنده فما بالك بالأعظم من هذا فيمن يشرع شرعا ويجعل سنن وعبادات بالقول والفعل ويلزم الناس باعتقادها وقد بلغه قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) و( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ثم يتمنى على الله الأماني والله يقول فيهم (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) ويوم القيامه (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
نسأل الله العافية , والله الموفق