من أين تأتي حلوى "المن و السلوى"؟
انفرد العراقيون بصناعة حلوى “المن و السلوى”، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم و بعض الكتب السماوية، و تفننوا في إضافة المطيبات و المشهيّات لها؛ حتى غدت مطلب كل من يزور بلدهم.
و تتمتع بقيمتها الغذائية التي تنشّط الجهاز العصبي، و تفيد في تحفيز الذاكرة و خصوصا لكبار السن؛ مثلما تمنح العقل حيوية و اتقادا.
فيديو
مردود مالي يستحق المغامرة
غالبا ما تكتنف رحلة جني محصول (من السما) الكثير من المخاطر؛ لأن البحث عنه يكون في المناطق البعيدة المنعزلة في الجبال؛ حيث الحيوانات المفترسة؛ والمهربون لكن المردود المادي يستحق المغامرة.
فحين يعود الرجال بصناديقهم المحملة بالمادة الأولية تهب لاستقبالهم النساء لترتيبها ووضعها في أكياس معدة لهذا الغرض و بأوزان معروفة لتسهيل عملية البيع إلى التجار الذين ينتظرهم أصحاب المعامل بفارغ الصبر.
و للعلم فإن عملية تصنيع هذه الحلوى تستغرق أياما، حيث توضع المادة الخام في قدور كبيرة، ويضاف إليها الماء لتغلي جيدا؛ ثم تصفى مما علق بها من شوائب و من بقايا ورق الأشجار؛ ويضاف لها بياض البيض لإعطائها اللون المميز إذ إنها تكون عادة بلون الدبس، ثم يضاف لها الطحين خوفا من سيلانها وتقطع حسب ما يراه صاحب المعمل أو حسب ما يريده الزبائن؛ لتصبح الهدية الأجمل أثناء التزاور أو السفر.
و لذلك لا أحد يقبل هدية ممن يعود من العراق إلا علبة (من السما) ويفضل أن تكون عليها الماركة المفضلة (صنع في السليمانية).