هل التخلص من عادة سيئة أمر صعب؟


تسمح لنا العادات بشكل عام بأداء أعمالنا دون التفكير بها، ما يجعل الدماغ متحررًا للقيام بالمسائل الأكثر أهمية. فكما العادات مفيدة، فإن التخلص من عادة سيئة سيغير حياتك نحو الأفضل.

هل من الصعب ترك عادة سيئة أو قديمة؟
الكثير منا يشعر أنه غير قادر، بل من المستحيل ترك عادة سيئة فقد أصبحت جزءًا من نظامه وحياته اليومية. يُعزى هذا الأمر للمسارات العصبية في الدماغ التي تقف سدًا منيعًا أمام كسر هذه العادة.

لاختبار هذا الأمر، أجرى علماء دراسة عام 2005 على فئران لمعرفة كيف تقوم أدمغتها بتشكيل عادة، وكيفية تخطيها. تعلمت الفئران المشي في ممرات معينة للوصول إلى مكافأة وهي الشوكولاتة، وقد تطورت مسارات عصبية في الدماغ لتصبح عادة، ومع التكرار فقد أصبحت الفئران تقوم بها دون تفكير. وحين قام العلماء بإزالة الشوكولاتة تخلصت الفئران من هذه العادة، واختفت تلك المسارات. لكن حين أعاد العلماء الشوكولاتة مرة أخرى، فقد عادت الفئران مرة أخرى لعادتها القديمة.

ماذا يعني ذلك؟

هذا يعني أنه وإن كنت قادرًا على التخلص من عادة سيئة، فهناك مسار في دماغك يريد إبقاءها، ما يعني أنه يستغرق الأمر محفزًا واحدًا فقط لجعل تلك العادة جزءًا أساسيا من حياتك مرة أخرى.
حتى وإن قمت باستبدال العادة السيئة بأخرى أفضل منها، فهذا لا يلغي مسارها في الدماغ. لكن إن تابعت تعزيز العادة الجيدة، فإنك ستكون قادرًا على تقوية مساراتها في دماغك في الوقت الذي تقمع فيه العادة السيئة غير المرغوب بها.
وبحسب دراسة عام 2010، ترك عادة سيئة واستبدالها بعادة حسنة يستغرق في المتوسط 66 يومًا. وعلى الرغم من أن العادة السيئة لا تموت بسهولة، إلا أن المثابرة والالتزام والإرادة القوية تؤتي ثمارها.

كيف تتخلص من عادة سيئة؟

أن تدرك تلك العادة جيدًا
إن كنت مثلًا ممن يقومون بقضم الأظافر أو طقطقة المفاصل، فيجب أن تعرف متى ولماذا تقوم بهذا الأمر. إن استطعت معرفة الوقت الذي تقوم به بهذه العادة، وتحت أي الظروف، فستكون قادرًا على معرفة السبب، وبالتالي ستكون قادرًا على التوقف عنها.

الكتابة عن هذه العادة في ورقة
الكتابة عن مشاعرك والظروف المحيطة لقيامك بهذه العادة، وما الذي يدور في رأسك، وكتابة قائمة من السلبيات والإيجابيات لذلك التصرف، ومعرفة الوقت الذي تقوم به، سيجعلك أكثر وعيًا بما يحصل معك.

استبدل العادة بأخرى
حين تدرك الأسباب التي تدفعك للقيام بهذه العادة، الخطوة الثانية هي استبدالها بعادة جيدة بشكل مؤقت أو دائم. على سبيل المثال، حين تشعر أن لديك رغبة في قضم أظافرك، تناول العلكة أو أي شيئ مشابه.