غواية داعش وضلالها
بسم الله الرحمن الرحيم
من موعظة إلى تذكرة إلى تنبيه إلى ارشاد وكل ذلك محبة لصلاح الناس واستقامتهم , ولكن للأسف قليل من يتذكر .
ولعل ما غر هؤلاء الفهم الغلط لقول الله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فالقوة التي لا ترهب العدو لا تدخل في هذا الأمر وإنما يفعله هؤلاء لا يرهبون به الا المستضعفين من الناس , بل إن ما يملك العالم اليوم من اسلحة نووية مدمرة تجعل القيام بأي عمل قتالي باسم الدين جناية على شرع الله كيف وقد تدرج هذا الأمر في بداية الإسلام حتى قال الله لأناس كانوا يتطلعون للقتال ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية ) .
فإن من حمل السلاح في هذا الموضع الذي لم يؤمر فيه بالقتال وكله الله إلى ما تعلق به لنصرته من سلاح بخلاف من صدق واتقى وسلك سبيل الحق وإن ناله أذى فإنه بين أمرين وإن لم يصل إلى حال التمكين بالسيف , فإنه له نصيب من حال الرسل عليه السلام إما يذهب ولا يظهر للناس شيء وإما حصول معجزات وآيات تقلب الموازين كلها فحق لمن توكل على الله حق التوكل وصدق أن ينصره الله بآيات وحق من تعجل لحظوظ نفسه من تمكين وتعالي أراده بيده أن يوكل لما ذهب إليه وهنا تعلم سبب فشل كل التيارات المنسوبة للجهاد اليوم .
بل إن في هؤلاء جهل بالدين كجهل الرافضة الذين يقدمون الناس على القرابة لا على الإيمان ويجهلون بحقائق أمر البعث والحساب والقضاء والقدر فيحنقون حنق الكافر الذي لا يؤمن بهما ويتعجلون كل أمر في الدنيا ولربما حملهم ذلك على سوء الظن بربهم .
ويضاف على ذلك اغترارهم بم يحصلونه من مكاسب بطريقة الكر والفر , وليعلم القارئ أن مثل هذا قد حصل في القريب ابان الغزو والاستعمار في ليبيا والجزائر , وكيف أن المقاومون اثخنوا في المستعمر غاية الاثخان بهذا الاسلوب إلى أن عمد الغزاة إلى الابادات الجماعية في حق المدنيين فاضطروا للركوع وتسليم القادة انفسهم طوعا رجاء سلامة الناس , وما يفعله هؤلاء اليوم وتركهم النصح وصم أذانهم عنه مع تغير الأمر للأعظم من وجود قنابل تبيد المدن برمتها لهو عين السفه والحمق فخير لهؤلاء مدارات الاعداء واتقائهم وحفظ ما وجوههم اليوم قبل أن يذلوا ويتسببوا في إهلاك الناس وليحذروا من السفهاء أهل الحماسة والجهل قال تعالى عن جواز اتقاء الكافرين لتجنب ضررهم (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) وقال تعالى عن جواز التصالح معهم (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) بل أن معاهدتهم لا تنقض بطلب نصرة مستضعف وفاء بالعهد الذي أمر به قال تعالى (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) ومن هنا تعلم جهل وضلال من يكفر الحكام لمجرد وجود تعامل مع أمم الكفر بل هذا عين فعل الخوارج الذين قالوا لعلي رضي الله عنه (إن الحكم إلا لله ) فأجابهم بأنها كلمة حق أريد بها باطل , وهؤلاء اليوم يقولون البراءة من الكافرين وهي أيضا كلمة حق أريد بها باطل .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد
==========
**************************
هكذا يتم تفريخ المتعالمين لدى داعش
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) .
فهذا هو ديدن المخالفين لدعوة الرسل عليه السلام من كفار ومنافقين ومبتدعين يزعمون الطاعة والاتباع للرسل في الظاهر وهم مخالفون لهم طاعنين في أمرهم ساعين لإطفاء نور الله بمكر شيطاني بتحريف لدين الله والقاء وساوس الشيطان وأوامره فيه .
ومن هذه المساعي بل من أكثرها خطورة هؤلاء الذين تفرخهم آلة المناهج الدعوية المستحدثة المبتدعة فيكونون أوساط حاملة للأمراض القاتلة للأمة المفسدة للدين والدنيا باسم الدين والفقه والعلم فيتكاثر هذا الجنس الحامل لهذه الأمراض والفيروسات المعدية والفتاكة ويشوش على أصحاب الحمل والنقل الحقيقي للدين فيحاصرونهم باعدادهم الهائلة المتوالدة والمنشطرة كالخلايا السرطانية حتى يعود هؤلاء النفر القليل غرباء وسط غربتهم إلا أن معدنهم النقي جعل الله في من النور والوقوة ما يحرق هؤلاء الأوباش في محيطه فتكون ساحته خالية لمن يجتبيهم الله ويريد ادخالهم في رحمته فيوفدهم الله على ساحته فلا ينفرون حتى يلقي الله في قلوبهم من نوره ومن ثم يزيدهم الله من فضله على حسب ما في نفوسهم من الخير فيردون من معين العلم الصافي فتحيا قلوبهم التي ماتت أو أوشكت على الموت وينير الله أبصارهم حتى يكونوا ورثة من قال الله فيهم (أولي الأيدي والأبصار ) , ثم هم سالكون في ما قدره الله لهم بفضله ورحمته من معيته الخاصة ومتعلقين برحمته وحفظه سائلين من ربهم الثبات وهذه هي صناعة العلماء الربانيين الذين تنقص الأرض من أطرافها بقبضهم .
أما المتسورين لما لم ينالوا والمختالين الدنيا وإن اظهروا أنهم للدين أرادوا ولنصرته زاعمين قصدوا فسلوكهم فاضحهم اليوم لأهل البصائر وغدا بين يدي الله تكشف السرائر (يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر) , فجعلوا نصوص الوحيين وما أثر عن أئمة الدين لما رأوا فيه تحصيل غرض لهم شماعة ومصيده لعامة الناس كفعل القرامطة المردة , فهي لحية وورقة وعلى الفلاشات والفيديوهات بثها في وسائل الاعلام الحديث لتشتعل النار في الهشيم وتعمل آلة التفريخ, ومن أمارة انحراف هؤلاء الاجتزاء والاقتصاص من النصوص فهي أمارة أنهم ممن تتجارى بهم الاهواء خلاف أهل الحق الذين أحاطوا بما أمكنهم الله عليه وترسخوا فيه فهم عاملون بقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) وكان لهم حظا وافرا في الخلوص مما وقع في المكذبين للرسل عليهم السلام قال تعالى (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) , فعلم الآن أن دعوة هؤلاء ما هي إلا تفريخ لأنصاف المتعلمين الحاملين للأوبئة والأمراض الساعين بجهلهم وحماقتهم لفت عضد الأمة والمنفذين لخطة الشيطان , فلا رجوع لدى هؤلاء إلا أن يشاء الله فهم نفخ الشيطان ولسان وسوسته وتلبيسه الناطق بين الناس , ثقل عليهم الوحي وعجزوا عن الناس بأن يخذوهم به فرغبوهم بمكر كبار بالنشيد والمسابقات وبصناعة الأفلام والبطولات !! فتهافت عليهم الفراش تهافته على النار فإن تطعم بجرعات الهوى والمروق من الدين ذهب بعدها هذا الطغام والسيل العرمرم من الخاوية قلوبهم وعقولهم من الوحي والحكمة هاجمين على النصوص يلتمسون منها الدليل على صحة المنهج والطريقة , وهذا كما تقدم عكس الطريق الرباني لصناعة العلماء العابدين لربهم الذين كان بدو امرهم السؤال عن أمر الله وأمر رسوله لعمل به فأخذوا القرآن آية آية والسنة حديث حديث ولسان حالهم ما هو أمر الله ورسوله وما هو مراد الله فهم للوحي تالين وبه عاملين .
نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة , اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد
************************
هم خوارج فاحذرهم ( القاعدة وداعش)
بسم الله الرحمن الرحيم
يظن البعض أن عقيدة الخوارج محصورة في نقاط يمكن لمن يجتازها أن يحصل على شهادة إسلام نقي صحيح !!
فتجدهم بجهلهم بالدين يحصرون الكبائر من الذنوب بعدد معين التي من لم يكفر صاحبها فهو ليس بخارجي , مثل الزنى وشرب الخمر وهذه الكبائر لم يقع في تكفير أصحابها عند التحقيق حتى الخوارج الأولين بل الكبائر أكثر منها بكثير قيل لابن عباس الكبائر سبع قال هي إلى السبعين أقرب, بل من يخوض في هذا الأمر بتصحيح طريقته مستدل بما أشرنا إليه هنا دليل على أنه واقع في لوثة الخوارج وليس بناج منها بدليل تحجيره أمر الكبائر بهذه الطريقة مما ينبي على أنه من أصحاب أن الإيمان يأتي جملة ويذهب جملة وهذه هي عقدة أهل البدع كلهم في باب الإيمان والكفر من خوارج ومرجئة , ففهمهم لا يتسع أن الإيمان شعب ومنازل وأن الكفر كذلك , وأن للإيمان منازل حتى إنه قد يكون وإن وجد إيمان إلا أنه إيمان لا ينفع صاحبه قال تعالى : (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) , ومثله الكفر والشرك فهناك كفر يخرج صاحبه من منازل الإيمان التي تنجيه من الخلود في العذاب , وهذه الأحوال هي ما يذكر عند العلماء بكفر أكبر وأصغر وشرك أكبر وأصغر ومثله ظلم أكبر وأصغر وفسق أكبر وأصغر وأنها في الغالب في كتاب الله تدل على الأكبر منهما , وكل ما يندرج في منزلة الأصغر فهو يعد من الكبائر وعليك الآن أن تنظر لتعداد الكبائر بعد معرفة هذا الأمر .
ومعرفة هذا الأمر مهم لأن صريح الكفر والشرك هو ما تباح به الدماء والأموال والسبي بشروط مبينة من سيرة دعوة نبينا عليه الصلاة والسلام من وجود دعوة صادقة بالبيان والبرهان وحال ظاهرة وشوكة وإمام وأمان من الضرر البالغ على المؤمنين وإلا لا يشرع القتال حين إذ بل هي الدعوة والنصيحة وهو ما يتحتم اليوم في هذا الزمان .
أما إن كانت كبائر وإن كانت كفر وشرك دون الأكبر منهما فلا تحل بها الدماء إلا بثلاث أمور منصوص عليها وهي ( النفس بالنفس , والثيب الزاني , و التارك لدينه المفارق للجماعة ) .
بل من يدور لتحقيق هوى نفسه المريضة بالدخول في هذه الأمور وتجده ينسل من بين هذه المسائل العظام ليخرج بأمر منها يؤيد به مذهبه الضال وكأنك به رافع قرطاس به حجته التي يظن أنه عثر عليها ليقهر بها خصمه فحال هذا بينة الضلال فلو أنه من المتقين لما بادر لأمر ثم ذهب يتلمس له حجته وهذا حل هؤلاء الناس من قرن الشيطان البازغ اليوم فليس حالهم حال أهل الإيمان المتقين الذين لا يمشي الموفق منهم خطوة ولا يقول بقول ولا يعمل بعمل إلا بنور وبينة من ربه لا ما يفعله الفجار الضلال الذي لا تقوى لديهم فيخوض الخائض في هذه الأمور مسترسلا ويغرف من رسغ ووسخ الأحول التي تشبع هوى جوفه المتقد حتى يقارب على الري والشبع منها فإن عرض له عارض قام يتلمس حججه ويظن أنه بهذا صاحب المنزلة عند الله وصاحب الاتباع وأن مقتفي أثر المؤمنين المتقين .
فعند هؤلاء عند التحقيق كونهم يتقدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وليسو ماشين خلفه بفعلهم هذا بنفوسهم التي ملأها التعاظم والتقدم عن مقام العبودية فلا استسلام إلا لم يراه هو في الحقيقة , فعندهم ما يحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, وذلك أنه يأخذون بالآيات والأحاديث مستدلين بها على أمورهم التي لها عند التحقيق أحوال وأحوال تتنوع وتتشكل قد لا تحصرها إلا الأهواء التي لا تنقضي !!
لا كما أمروا من أن يأخذوا نبراسها بأن يستدلوا بها على الحال التي نزلت بها وعليها فيقيدون رباط عبوديتهم على تلك الحال منقادين مستسلمين لأمر ربهم , خذ على هذا مثال :
في قصة صلح الحديبية رد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المسلمين للكفار بعد عقد الصلح , فلو أخذ قوله تعالى ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ) على كل حال يستدل بها عليه لكان الحال كما قال الصحابة عن الخوارج إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في المشركين فجعلوها على المؤمنين , وهذا بين جدا من هذا المثل الذي ضربته لك هنا , ثم يرى هؤلاء الضلال أنفسهم بما لا يقدح الشك في انفسهم أنهم أهل التوحيد والبراءة من الشرك وأهله بل هم الخوارج أهل الاهواء وإن كان المسلم قد يحقر صلاته عند صلاتهم وتلاوته عند تلاوتهم .
فاتقوى الله عباد الله وليعلم الموفق أن ترك الافتيات على الحكام اليوم وحسن الظن بهم وترك منازعتهم لهو بوابة خير على نفس الشخص قبل غيره وأن ضد ذلك لهو أمارة سوء في ذات الشخص الواقع في هذا فليعم هو من نفسه أنه على طرف هلكة وليعلم من يرى ذلك فيه أن هذا الشخص الناشز عن أمر العامة لهو شخص سوء وداعية ضلاله فيحذره ويحذر الناس منه , اللهم صل وسلم على عبدك ورسلك محمد .
*******************
كشف اللثام عن قرن الشيطان المسمى زورا الدولة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد
انطلق هؤلاء إلى الدعوة الحق وأخذوا منها التوحيد والبراءة من الشرك وأهله إلا إنهم لم يتطهروا من لوثة الخوارج التي في منهج الإخوان وفراخها من القاعدة أو ما يقال عنه سلفية جهادية ولا من المنهج الدعوي المنحرف لدى جماعة الإخوان والتبليغ وآلياتهم المبتدعة ولا من المدارس المنحرفة من بنائية وقطبية وسروريه .
نعم هذا الخلط الكبير الذي مورس ويمارس لترويج هذه الفتنة المظلمة باسم احياء الخلافة والجهاد وبايدلوجية ابتزاز الجمهور بالدفاع عن حقوق المظلومين وقتال الرافضة والصليبيين مستعينين على ذلك بالأدوات الحديثة من تصوير واعلام الذي لقي آلة إعلامية همها استقطاب وشد المتابعين لتكتمل الظروف لتكون واندفاع موجة التسونامي المفسدة في الأرض وهي متوارية خلف قناع الحق والإصلاح .
اعلم أيها الموفق أن لا دعوة صحيحة يكون لها ثمرة إلا ويكون مطلقها دعوة إمام رجل فرد من هذه الأمة عرف اسمع ورسمه بين الناس كما عرف الإمام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة , أما ما تراه اليوم من تكتل خلف رموز ليس لها دور سوى كونها نواة للاستقطاب والتحشيد حولها فدخل كل ذي صاحب غرض ومرض وهاجة وماجة هذه الطامة ولا زالت تخبط بحارها هنا وتنطح بقرنها ذاك وترمح برجلها هناك .
ومن عظيم فتنة هؤلاء كما سلف خلطهم الحق بالمناهج المنحرفة حتى اظلمت فتنتهم واشتد سوادها وخفية وماجت فيها عقول الكثير فساقط فيها بالدعوة لها والانتماء لها وساقط منها بالوقوع في نقيض الحق الذي لبسوه بالباطل هروبا من أمرهم , فهي كما جاء لا ينجو منها إلا من دعا كدعاء الغريق , والله المستعان .
وأذكر هنا تأصيلا للشرع والواقع لعل الله أن يجعل فيمن يستمسك به سبيلا للنجاة والله الهادي والعاصم .
أولاً : كما سبق من أن دعوة الحق والخير والإصلاح تكون من إمام واحد رجل قال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم ) وقال ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) , فليس منطلق دعوة الحق تكتل ولا احزاب ولا مجموعة من الاصاغر يزبن بعضهم بعضاً ليدفع معور عن معور .
ثانياً : اعلم أن أي دعوة لخلع الحكام في هذا الوقت دعوة ضالة مهما كانت مبرراتها , ومن أمرات هذه الدعوة الفاجرة لمز الحكام واستحقارهم أو وصفهم بالردة والعمالة أو وصف المجتمع بأنه مجتمع ردة وجاهلية أو تكفير وتوعد عساكر تلك البلدان بالقتل وأنهم جند الطاغوت , فهذه أمارات الانحراف والضلال ورأس الفتنة والشر , وهذه الدعوة المنحرفة خلاف الشرع والعقل على كل الأحوال لمن يعقل .
ثالثاً : الدعوة للقتال كل الناس في هذا الوقت واستخفاف هؤلاء بعقول المسلمين مع وجود القوة المدمرة التي لا قبل لأحد بها لمن يعقل هذا الأمر .
رابعاً : لا يمكن تمميز المؤمنين من المنافقين والكافرين اليوم وهذه الحال جاء التوجيه نصا فيها لا كما يفعل هؤلاء من الدعوة للقتال والتكفير والتفجير في أماكن لا يقال يحتمل وجود مسلما فيها بل هي بلاد يعش فيها مسلمون بالأصل كيف وقد رد الله رسوله عن دخول مكة عنوة وقت صلح الحديبية واختار لهم الصلح وسماه فتحاً وسبب ردهم عن دخولها عنوة وجو مؤمنين لا يعلمونهم , وتأمل هذا الحديث وتأمل الوصية التي ختم بها , عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة ، فقال : " إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه ، قال : فقمت إليه ، فقلت : كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك ؟ قال : الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة " . سنن أبي داوود , ومثل هذا منصوص عليه في أحاديث أخرى , بل تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم من ما يفعله هؤلاء وتبرأ منهم نصاً , عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، لا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده فليس من أمتي ، ومن خرج تحت راية عمية ، ليقاتل لعصبية أو يغضب لعصبية أو ينتصر لعصبية ، فقتل فقتلته جاهلية " .
خامساً : وهي كاشفة بإذن الله لهؤلاء وهي تسمية الخلافة التي يسعون لها بأنها ( خلافة على منهاج النبوة ) , ومن المعلوم أن الشهادة بشيء لم يأتي به الشرع تالي على الله كالشهادة لأحد بأنه من أهل الجنة ومن هنا خالف أهل الحق والسنة المبتدعة في باب الاستثناء في الإيمان وأن ذلك كمال استسلام لله وتوحيدا له فلا يتقدمون إلى أمر لم يأمرهم به ربهم , فإن عرفت هذا وتيقنت منه عرفت أن من ينسب لنفسه هذه التزكية الكبيرة التي لم يؤثر حتى عن الخلفاء الراشدين المشهود لهم نصا بهدايتهم ورشادهم بأنهم قالوا خلافتنا على منهاج النبوة , عرفت جليا انحراف هؤلاء وبعدهم عن الهداية والحق .
ختاما كما عرف الباطل ينبغي الإرشاد للصواب والحق , من ترك مخالطة هؤلاء ومجادلتهم وهجر ذواتهم ودعوتهم واعلامهم المضلل وتحذير الناس من الركون إليهم ولو بدعوا النقاش والحوار فمنهج أهل السنة هو عجر المبتدعة والتحذير منهم بذواتهم قبل بدعهم , وكذلك لزوم جماعة المسلمين وإمامهم وترك الخروج عليه بقول أو فعل وترك الفتيات عليه بشيء من أمور العامة والدعاء لهم بالصلاح والهداية , وإن كانت هناك معاصي أو أمور كفرية فإن الشرع والواقع اليوم لا يدعو ابدا لمنابذتهم بالسيف والتحريض على ذلك فالأمر اكبر بكثير من الحال التي وقعت في زمن فتنة القول بخلق القرآن زمن الإمام أحمد وكيف نهى الإمام أحمد عن منابتهم بالسيف مع أنه أمر كفري , أم اليوم فالأمر أكبر بكثير لمن يعقل .
نسأل الله الهداية للجميع وصلى الله على نبينا محمد