أن الأبرار هم شيعتهم من المرسلين والأنبياء والأوصياء والصالحين والملائكة ، وإنما سموا الشيعة لأنهم خلقوا من شعاعهم أو من المشايعة أي المتابعة لأنهم يتابعونهم في أقوالهم وأفعالهم فمنهم من خلقت روحه من شعاع أرواحهم كالأنبياء والمرسلين والمراد أنها خلقت من فاضل ضياء أرواحهم ومنهم من خُلقت روحه من فاضل طينة صورهم كالأوصياء ومنهم من خُلقت روحه من فاضل طينتهم كالمؤمنين الصالحين روي في الكافي بسنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِ عَلَيهِ السَّلام قَال سَمِعْتُهُ يَقُول-إنَّ اللَهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ، ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَهٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَأَسْكَنَ ذَلِكَ النُّورَ فِيهِ، فَكُنَّا نَحْنُ خَلْقًا وَ بَشَرًا نُورَانِيِّينَ لَمْ يَجْعَلْ لأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خُلِقْنَا مِنْهُ نَصِياً وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِيعَتنَِا مِنْ طِينَتِنَا،وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ طِينَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ الطِّينَةِ، وَ لَمْ يَجْعَلِ اللَهُ لأَحَدٍ فِي مِثْلِ الَّذِي خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِيبًا إلَّا لِلأنْبِيَاءِ وَ لِذَلِكَ صِرْنَا نَحْنُ وَ هُمْ النَّاسَ، وَ صَارَ سَآئِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لِلنَّارِ وَ إلَى النَّارِ - فقوله عليه السلام - مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ - إشارة إلى أرواحهم التي خُلقت أرواح المرسلين والأنبياء من فاضل أرواحهم وخلقت أرواح الأوصياء من فاضل طينة صورهم وخلقت أرواح المؤمنين الصالحين من فاضل طينتهم أي أجسامهم النورانية
من شرح الزيارة الجامعة الكبيرة للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الإحسائي أعلى الله مقامه