الحروب…الحروب هي أسوء مايمكن أن تشهده الإنسانية من أحداث ضدها، ومع إختلاف أسباب إندلاعها بين الدول إلا إنة لا مبرر لنشوبها سوى سبب واحد وهو في حالة الدفاع عن وطن ينتمي إلية الإنسان بما تحملة كلمة الوطن من معنى سواء كانت مادية أو معنوية، فالوطن ليس مجرد قطعة أرض نعيش عليها، بل هو حياة التي يمكن للفرد أن يفقد حياتة بسبب الحفاظ على حياة وطنة، وتختلف أسباب الحروب وأنواعها و أخلاقياتها، وجدير بالذكر أن أفضل الأخلاقيات التي تم إتباعها في الحروب هي تلك التي أمرنا بها الله عز وجل وأوصانا بها سيد الخلق سيدنا محمد صل الله علية وسلم وقام بتطبيقها هو وسلفة الصالح والتي سوف نتحدث عنها في أخر المقالة، وإليكم الأن أهم الأسباب التي تؤدي الي الحروب وهي:
أولا:الطمع في خيرات البلاد ويعتبر هذا السبب أهمهم على الإطلاق حيث تقوم الدول العظمى ذات السيادة والتي تملك من القوة العسكرية ما يجعلها تستطيع الإعتداء على الدول التي تمتلئ أراضيها بالثروات الطبيعية كي تنهبها وتسرقها بعدة طرق إما الهجوم المباشر من خلال قوتها العسكرية أو زرع الفتن وزعزعة الأمن العام كي تستطيع التدخل في شؤون الدولة السياسية والداخلية بكل سهولة و بدون أي إستغلال لجيشها أو حدوث أي خسائر فيه.
ثانيا: الرغبة في توسيع مساحة أراضي الدولة والناتج من عدم قناعة أصحاب بعض الدول بمساحة أراضيها وغرورا بقوتها العسكرية التي من خلالها يتم التعدي على الدول المجاورة وضم جزء من أراضيها وفرض السيطرة عليها، وغالبا تتصف تلك الدول التي تقوم بالتعدي على حقوق غيرها بإنها دول حبيسة بمعنى عدم أطلال أراضيها على أي مسطحات مائية مما يؤثر على الحالة العامة لإقتصاد الدولة نظرا لصعوبة التبادل التجاري بينها وبين باقي الدول وهذا لايعد مبررا لأخذ حق الغير.
ثالثا: فرض السيطرة والزعامة وهذا ناتج عن جنون العظمة الذي يأتي من خلال إحساس بعض الدول العظمى بقوتها مما يجعلها تسعى لتوسيع مساحة أراضيها كي تصبح إمبراطورية ذات كيان أكبر حتى إنة في بعض الأحيان يروادها حلم فرض سلطتها على العالم بأثرة مما أدى الى نشوب الحربين العالميتين الأولى والثانية التي صارعة فيها كبار دول العالم بعضها البعض والتي أدت الى العديد من الخسائر التي لم ينساها التاريخ.
رابعا:السعى وراء مقاومات الحياة والتى من أهمها المياة العزبة والغذاء حيث أنة يوجد بعض الدول تتصف أراضيها بالصحراوية التي تفقد الى الخصوبة مما يؤدي في بعض الأحيان الى السعي وراء الأماكن التي تتميز بتوافر المياة الصالحة للإستهلاك الأدمي مع الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة حتى ولو كان على حساب إغتصاب أراضي الغير.
خامسا: الحروب الأهلية الناتجة عن تعدد الطوائف في البلد الواحد التى تطمع جميعها في السيطرة على مقاليد الحكم مما تؤدي الى إنتشار الفتنة التي ينتهي بها المطاف الى تفكك الدولة وضعفها .
سادسا: الحرب الوحيدة المشروعة وهي الدفاع عن الوطن حين وقوع أي خطر يهدد أمنها وسلامة أراضيها حتى ولو كان الثمن حياة الفرد فالجهاد في سبيل الله للدفاع عن الأرض والعرض من أسمى الأهداف في حياة الإنسان.
نتائج الحروب…تخلف الحروب ورائها الكثير من الأثار والنتائج السلبية ومن أهمها(الدمار الشامل، والعديد من الضحايا البشرية سواء قتلى أو جرحى، وخراب البنية التحتية، والأضرار البيئية، والأمراض، والمجاعات، والتأخر العلمي، ونفاذ الموارد الإقتصادية، ونهب الثروات الطبيعية، والتأثيرات النفسية السلبية للمجتمع ككل) كل هذا بالإضافة الى تشريد الكثير من اللاجئيين من البشر في بعض الدول التي إنتهى بها المطاف الى الإستسلام للوضع القائم.
وللحد من إندلاع الحروب بين الدول يوجد بعض البدائل والحلول ومن أهمها إحلال السلام بوسائل شتى مثل الحيادية والدبلوماسية من خلال التسويات التفاوضية بين الدول التي بينها مشاكل سياسية وصراعات تؤدي لنشوب الحرب بينهما وهذا لم يتحقق إلا من خلال إقامة العدل والحق بين الأطراف المتنازعة عن طريق الحوار البناء وفرض العقوبات على المعتدي ورد المظالم والحق الى صاحب الحق.
وأخيرا: وجدير بالذكر أخلاقيات الحرب الشريفة التي تهدف الى السمو والرقي بالأنسان والإنسانية ضد الأنظمة الفاسدة والظلم والقهر الواقع على كثير من الشعوب كما كان الحال في عصر الجاهلية وقبل ظهور الإسلام الذي جاء كي ينظم لنا جميع أمور حياتنا ومن ضمنها الأخلاق والوسائل التي نتعامل بها حين حدوث أي صراع أو إندلاع الحروب، من خلال أوامر ونواهي من الله عز وجل وما وصانا به النبي الكريم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وقام بتنفيذة هو أصحابة الأجلاء رضي الله عنهم وأرضاهم، حيث كانت العمليات الحربية ان ذاك تخضع تحت تعاليم وأداب وأخلاق من الله عز وجل جعلتها بمثابة عمليات تهذيب أكثر من إنها عمليات تعذيب كما هو الوضع الراهن في جميع الحروب الحديثة التي تنتهي بدمار شامل ولا يمثل الإنسان فيها أي قيمة، حيث جاء سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاة في جيش أسامة وقال بناء” على ما وصانا به سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ( أيها الناس أوصيكم بعشر فاحفظوها عني، لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا إمرأة، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بانية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم شيئا بعد الشيء فاذكروا اسم الله عليه، وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقًا و اندفعوا باسم الله) فما أسماها من أخلاق الإسلام التي تحمل كل معاني الإنسانية والنبل والشرف.
ومن أهم النتائج التي وصلت لة الأمة الإسلامية من فتوحات وتوسعات على مساحات كبيرة من الأرض في فترة زمنية تكاد تكون قياسية بفضل الله عز وجل وتعاليمه السمحة، حيث قام سيد الخلق ونبي الرحمه سيدنا محمد بقيادة ثماني معارك عسكرية وثماني عشر غارة ووصل عدد الغزوات الى سبعة وعشرين غزوة والتي كانت في وقت لايتعدى أربع مائة وخمسة وثلاثين يوما كما بلغ عدد السرايا الى سبع وسبعين سرية والتي إستغرقت وقت لا يتعدى ثلاثة مائة وخمسين يوما، وأهم مايمكن ذكرة والنظر إلية في تلك الأحداث نسبة الخسائر من البشر حيث كانت النتائج من إراقة الدماء في كل ماسبق ذكرة أقل دم مر على مدار الغزوات والحروب في تاريخ البشرية بأكملة حيث كان عدد القتلى لم يتجاوز الألف وعشرين نفس من الطرفين، بخلاف مانسمعة ونراه من الملايين والملايين من البشر في باقي الحروب، هذا وبخلاف الأهداف التي قامت عليها الحروب والغزوات الإسلامية في ذلك الوقت والتي كانت تهدف لتغيير الأنظمة والأحوال التي تتصف بالفساد والتي كانت منتشرة في هذا الوقت وكانت تعد من أخطر المقاومات التي تهدد الإنسانية بأكملها.