29/01/2017
بعض الناس لديهم القدرة على “سماع ما يرون”، عن طريق تمييز أصوات لرموز بصرية صامتة، حيث توصلت دراسة حديثة أجريت في بريطانيا إلى أن ما يقرب من واحد من بين كل 5 أشخاص يميز صوتاً عند عرض محفزات صامتة أمامه، مما يشير إلى أنها أكثر شيوعاً مما كان يعتقد من قبل.
هل تستطيع سماع صوت وميض الضوء؟!
ربما تعطي الظاهرة الشبيهة بظاهرة الحس المرافق (synaesthesia) من يمتلكونها ميزة عند تفسير الإشارات البصرية الغامضة، مثل تتابع الومضات الضوئية في “شفرة مورس”، ويمكنها أن تتداخل أيضاً مع إدراكهم للأصوات الحقيقية. ويفسر الحس المرافق بأنه عبارة عن حالة تسبب لمن يشعر بها تشابُك حواسه بطريقة ما. على سبيل المثال، تذوق كلمات معينة، أو اقتران الأرقام ببعض الألوان.
من خلال الدراسة التي تم نشرها في مجلة Consciousness and Cognition، فقد وجد الباحثون من جامعة سيتي وكلية Kings في لندن أن ظاهرة مشابهة يطلق عليها اسم “استجابة سمعية مستحثة بصرياً” (V-EAR)، تسمح للناس بربط التجارب البصرية بالأصوات.
أجرى الفريق استبياناً على الإنترنت مع أمثلة على المحفزات البصرية التي يمكن أن تسفر عن إحساس سمعي داخلي.
وقد أُعطي المشاركون في البحث، البالغ عددهم 40 مشاركاً، أزواجاً إما مرئية أو سمعية مشابهة لمتواليات شفرة مورس، وطُلب منهم تحديد ما إذا كانت هي نفسها أم لا.
حوالي واحد من بين كل 5 أشخاص (22%) أشار إلى أنه سمع أصوات خافتة عند عرض ومضات صامتة. إضافة إلى أن الذين أجابوا بـ”نعم” عندما سُئلوا عما إذا كانوا قد سمعوا صوتاً إلى جانب الومضات، كانوا أقدر على التمييز بين المتواليات المختلفة.
وفسّر باحثو الدراسة “قد تنشأ هذه الميزة من القدرة على تسجيل الرموز البصرية كأنها أصوات، وبالتالي الاستفادة من كفاءة الصدغ العلوي في الاختبار”.
وأضافوا “هؤلاء الذين أظهروا تصوراً بصرياً أفضل لتمييز التسلسل السمعي، كانوا أسوأ في الكشف السمعي في حال وجود ومضات بصرية غير مفيدة، رغم أن هذا كان مستقلاً عن الوعي بالأصوات المستحثة بصرياً، وهكذا قد يؤدي التمثيل السمعي المستحث بصرياً إلى تعطيل الكشف عن الإشارات السمعية الحقيقية”.
ورغم أن الأشكال الأخرى من الحس المرافق نادرة نسبياً، وتؤثر في 2-4% من الأفراد، إلَّا أنَّ الباحثين يقولون إن الاستجابة السمعية المستحثة بصرياً قد تكون أكثر انتشاراً بكثير، ويمكن أن تكون هي ذاتها “التي تحدث عادة قبل الحس المرافق البصري والسمعي”.
بما أن الاستجابة السمعية غالباً ما تكون غير ملحوظة، إلا أنه قد يواجهها كثير من الناس في الحياة اليومية دون أن يعرفوا ذلك حتى.