اسطورة النهاية
**
أنا من لا ظل له..،ولا آخت..،
أنا من لا غد له..،
ولا ماضى،و لا حاضر..،
أنا من تبخر أسمه فوق..،
جدران المعابد والمقابر..،
أنا من غابت شمسه..،
فى المحيط الأزلى يومًا ..
وضلت طريق العودة..،
وتحسبون ما تسطع عليكم شمسًا؟!
كلا..!
إن هي إلا ارهاصات الظلمة..
إنّ شمسكم غارقة..،
في مياه المحيط الأزلي..،
حيث يحاصرها الأعداء المختارون..،
قيّدوا أرواحها السبعة..،
ويفلتُ منها شعاع..،
يحمل إلى ايزيس استغاثة..،
أين أنت أيتها المنقذة؟
لقد كفت السماء عن الدوران ،
وتوقفت مركب الشمس عن الرحلة ،
أبو فيس..!..أبوفيس !
عدو الشمس القابع في الحفرة..،
يفغر فيه ليبتلع الضياء..،
و يطعن النور فى قلبه..،
بمنجله..ورمحه..،
أبوفيس!..أبوفيس.. !
تصيح التماسيح علي الشط..،
وتردد أفراس النهر أنشودة..،
سيد المجد والسهرة !
ابو فيس !
سيد المجد و السهرة !
وصوت ايزيس الواهن يتدلي..،
من عنق السماء المحترقة..،
تبحث عن رضيعها المفقود..،
وما تدري أنه صار بين أنياب..،
أفراس النهر والتماسيح مضغة..،
وسيت يحمل الرضيع علي سن رمحه..،
وحوله تجتمع قوى الشر في زمرة..،
وتبحثين وتبحثين يا ايزيس..،
ولا تعثرين من المولود الا علي ذكري..،
واوزير..!
عثر الاعداء الأقدمون علي قبره الخفيّ..،
نهشوا جسده الممهور بلون الطمي..،
عقروا خصوبة الأرض السارية في دمه..،
واجتثوا من الجسد النطفة..،
آخر نطفة للخصوبة المستترة..،
و الشمس تبكي بأدمع..،
من أشعة مختنقة..،
يحوطها جسد أبوفيس الثعباني..،
وايزيس تسقط هناك باكية..،
تهرول بين الجبلين منهكة..،
و أنا أقف عند قدميها راجيًا..!
ايزيس..!
يا عظيمة!..يا منقذة !
أنا ابنك الضائع في الأكوان منذ سنين!
أنا ابنك المعجون بسواد الطمىّ وصرخات السكون!
أنا اسمك الساكن في رحمك منذ بدء الخلق الأول !
انطقي أسمي!
كي تخلصيني من أسري اللعين!
انت من علمتني أنّ في الأسم يختبأ السر المكنون..،
أنطقي أسمي!
كي انطلق حاملًا رمحي العظيم وسيفي المسنون..،
لأطرد عن رمزك المقدس أعدائك المختارين..،
القادمين من شظايا التاريخ..،
يمتطون ظهور حيوانات الجحيم..،
يسوقون في المقدمة ملتهم الأرواح..،
عمعم المخيف..،
ويرفعون عاليًا أقواسهم التسعة..،
أنطقي أسمي!
لأحارب كل أعدائك المختارين..،
السائرين خفية في أروقة الدهر..،
المعبئين بالأحقاد،والسموم،والشر..،
لأحطم أقواسهم المستعرة..،
وأردهم عن حوضك العظيم..،
أنطقى أسمى !
أيتها العظيمة المنقذة !
كي أنقذ روحك المسلوبة..،
و أخلص نفسي من الظلمة المستبدة..،
أنطقي أسمي!
كي أعيد إلي الأرض العدل ،والحق ،والخير!
وتنظر إليّ ايزيس في عجب..،
وتقول:
لا أعرف لك أسمًا !
عندها تبخر التاريخ،والحاضر..،
عندها أفلت شمس الغد القادم..،
عندها أدركت ألا نصر،و لا مجد،و لا عودة..،
أنا من لا ظل له،ولا قلب،ولا جسد..،
أنا من نستْ أمه أسمه في وعورة الزمن..،
فأني لبائه من عودة؟!
أني لروحه من عودة؟!
م