عراب السينما العراقية.. كتاب عن المخرج السينمائي محمد شكري جميل
صدر للكاتب العراقي مهدي عباس ، المختص بتوثيق السينما العراقية، كتابه الجديد الذي يحمل عنوان (محمد شكري جميل.. عراب السينما العراقية) عن دائرة السينما والمسرح، التي ارتأت لمناسبة وصول عمر على اعتاب الثمانين من العمر ان تقدم حياة واعمال هذا الرجل في كتاب يكون مرجعا لكل من يهتم في اعمال جميل وبالسينما العراقية بشكل عام، حيث يعد محمد شكري جميل اول مخرج عراقي ادخل الاسلوب الوثائقي في السينما الروائية، وفضلا عن كونه الاكثر انتاجا بين المخرجين العراقيين فهو ايضا صاحب النقاط المشعه في تاريخ السينما العراقية بافلام اشتهرت ليس على المستوى المحلي فقط ولكن ايضا على المستوى العربي والعالمي، وقد بلغ عدد اعماله 13 فيلما روائيا طويلا وفلمين روائيين قصيرين و45 فيلما وثائقيا ومسلسلين وكتاب،كما انه عمل على مونتاج فلمين طويلين لغيره .
وجاء في التمهيد الذي كتبه المؤلف والذي حمل عنوان (موقع محمد شكري جميل في السينما العراقية) :مرة كنت اتحدث مع احد النقاد العرب عن السينما العراقية بشكل عام ومحمد شكري جميل بشكل خاص فقال لي ان لكل سينما في الوطن العربي ابا روحيا، فالاب الروحي للسينما الجزائرية مثلا هو محمد الاخضر حامينا والاب الروحي للسينما التونسية هو عمار الخليفي وهلمجرا ،اما الاب الروحي للسينما العراقية هو محمد شكري جميل بلا منازع .
واضاف: اكتسب جميل خبرة سينمائية كبيرة من خلال عمله مع سينمائيين انكليز وتعلم على يد المدرسة الانكليزية واهم مميزاتها الدقة والانتظام في العمل لذلك تجده اكثر المخرجين العراقيين حدة وصرامه في التعامل وهو يفعل ذلك لا لشيء سوى خدمة للعمل ليكون بالشكل اللائق الذي يرضي ذائقته الفنية ويقدم للجمهور العراقي عملا سينمائيا يستحق المشاهدة والاشادة.
ويؤكد المؤلف :الكتاب هو رسالة محبة الى مخرج اعتز انني عملت معه كمترجم في فيلمه الاخير المسرات والاوجاع وتعرفت عليه عن قرب ووجدت فيه عاشقا كبيرا للسينما لازال وهو في الثمانين يحلم ويحلم من اجل ان يقدم اشياء جميلة للسينما العراقية تبقى في وجدانها وذاكرتها.
يقع الكتاب المصور في 82 صفحة من الحجم المتوسط ، ويتناول الكتاب كل ما يخص المخرج السينمائي منذ ولادته: ولد المخرج في قضاء راوندوز عام 1937 (قضاء راوندوز وهو اقدم أقضية محافظة أربيل في العراق وبعد عام من ولادته انتقلت عائلته الى بغداد بعد ان تعين والده المرحوم شكري جميل في الحرس الملكي)، الى تفاصيل عشقه للسينما : (يتذكر محمد في حديث معه انه احب السينما منذ الطفولة وان من الافلام التي بقيت في ذاكرته فيلم يوسف وهبي (غرام وانتقام ) الذي اخرجه ومثله يوسف وهبي حيث شاهده مع والده في سينما الحمراء الصيفي ،واستمر عشقه للسينما لكن الفيلم الذي حببه في السينما وكان الدافع الذي جعله يفكر ان يعمل في السينما هو فيلم (راشومون ) للمخرج الياباني الشهير اكيرا كوروساوا ( 1910 -0 1998 ) والذي شاهده في سينما النجوم الصيفي ، كما ان عشقه لكيراساوا جعله يتاثر كثيرا فيما بعد بافلامه وقد التقى بكيراساوا في احد المهرجانات السينمائية العالمية وتحدث معه طويلا , وبالاضافة لكيراساوا تاثر جميل ايضا بالمخرج البريطاني الكبير ديفيد لين (1908 – 1991 ) الذي قابله فيما بعد في لندن اثناء عرض فيلم المسألة الكبرى عام 1984 وقال لين لمحمد (نني اهنؤك مرتين الاولى لانك اخرجت فيلما جيدا والثاني لانك اخرجته في العراق).
وأوضح المؤلف : بدأ جميل عمله السينمائي الحقيقي عام 1953 حين انتمى الى وحدة الانتاج الوثائقي التي يرأسها المنتج البريطاني جون شيرمان في شركة النفط العراق وهي شركة انكليزية فيها وحدة سينما متخصصة تعمل تحت اشراف كوادر سينمائية انكليزية مهنية ,, بدأ عمله كمساعد مصور وبعد سنة من التدريب اختار قسم المونتاج ليعمل به وكان رئيس القسم المنتج جون شيرمان بالاضافة لعمله كمنتج لاكثر الافلام وكان اول فيلم يعمل فيه هو فيلم ( حريق في قطر – 1954 ) حيث عمل كمساعد مونتير ثم عمل مساعد مونتير ومصور في فيلم عن فيضان بغداد عام 1954 ,,
في عام 1955 تم اختياره كمساعد مخرج في فيلم ( نحن والعالم ) لمركز الفيلم في الشركة ايضا مع المخرج مايكل كلارك والمصور بيتر ويليامز,وفي عام 1957 اختير كمساعد مخرج في فيلم ( انهر الزمن ) مع المخرج وليام نوفيك والفيلم من انتاج المركز ايضا وهو فيلم وثائقي مدته 26 دقيقة ويتحدث عن قصة الحضارة السومرية في بلاد الرافدين وقام بتصوير الفيلم و.د.ويليامز وهارولد كيس وبيتر هوبكنسون وقامت بالمونتاج سنثيا باركلاي ووضع الموسيقى ادوارد ويليامز وماركوس دودز والصوت ادوارد ويليامز ..
وفي نفس العام 1957 ارسلته الشركة الى لندن لاخراج فيلم وثائقي عن الطلبة العراقيين في لندن وبقي هناك اي في لندن حتى منتصف عام 1958 واستمر بالعمل مع شركة النفط العراقية حتى عام 1959 ذلك ان الشركة توقفت عن العمل السينمائي تماما بعد ثورة 14 تموز عام 1958 والتي اطاحت بالنظام الملكي الذي حكم العراق لمدة 38 عاما في هذه الاثناء عمل كمونتير في فيلم نبوخذنصر وهو اول فيلم فيلم عراقي ملون من اخراج كامل العزاوي وانتاج شركة شهرزاد للافلام الملونة
اما افلامه الوثائقية 45 فيما اولها بفيلم الفيضان /1954، واخرها بلاد مابين النهرين / 2004،اما افلامه الروائية القصيرة :فهي : ورطة / 1970والشتاء المر / 1973، وافلامه الروائية الطويلة التي قام بمنتجتها ولم يخرجها :عروس الفرات / 1958 / سيناريو واخراج : عبد الهادي مبارك ونبوخذنصر : 1962 / اخراج : كامل العزاوي، اما افلامه الروائية الطويلة فهي:ابوهيلة / 1962،شايف خير / 1969،الظامئون / 1972،السلاح الاسود /1974،الاسوار / 1979، المهمه مستمرة / 1981،المسألة الكبرى / 1983،الفارس والجبل / 1987،عرس عراقي / 1988،اللعبة / 1989،الملك غازي / 1993،العد التصاعدي العد التنازلي / 2000 / لم يعرض ومنع، المسرات والاوجاع / 2013لم يعرض بعد ، فيما كانت اعماله الدرامية ثلاثة هي :مسلسل حكايات المدن الثلاثة 1997،الحب الحب ايها الوجه الغريب / 2002،والسرداب / 2006، وله كتاب واحد بعنوان( لغة السينما هي لغة السينما ).
وتضمن الكتاب ايضا اراء في المخرج ممن عملوا معه وعاصروه بعنوان (قالوا في محمد شكري جميل) ،فضلا عن البومات صور لبوسترات افلامه الطويلة وصور للمخرج من مراحل مختلفة من حياته وضمن عمله في اعماله .