النداء على شخص باسم خاطئ، أو تحطيم كأس مياه على أرضية المطعم. لماذا بعد هذه التصرفات يصبح لون وجهك أحمراً، هذا ما يزيد من الإحراج! أو حتى من الممكن أن يؤدي هذا الاحمرار إلى الحصول على اهتمام إيجابي، مثل تلقي مجاملة. لكن لماذا من الأصل يحمر وجهنا عندما نتعرض للإحراج أو نشعر بالخجل؟
لماذا يحمر وجهك عندما تخجل؟
احمرار الوجه هي ظاهر فريدة من نوعها تماماً عند البشر، ولكنها لا تزال تحمل القليل من الغموض. إلا أن ما توصل إليه العلماء هو أن الاحمرار مُنتج من الجهاز العصبي الودي، وهو نفسه الذي ينشط الأدرينالين.
عندما تواجه ضغطاً نفسياً ناتج عن أحداث غير متوقعة، فإن جسمك يطلق الأدرينالين، وهذا يسبب تمدد في الأوعية الدموية بحيث يمكن للدم والأكسجين أن يتحركا بشكل أسرع. بالإضافة إلى أن الأوردة في وجهك تتمدد، مما يتسبب في تدفق المزيد من الدماء من خلالها، وهذا ما يمنح وجهك احمرار واضح.
بعض الناس يخجلون بسهولة أكبر من غيرهم، وهناك أيضاً نوع من الناس يعانون من الخوف من الاحمرار يسمى erythrophobia رهاب الاحمرار.
راي كروزير، بروفيسور في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة كارديف ومؤلف العديد من المقالات الصحفية والكتب، أشار إلى أن الاحمرار خجلاً هو من العواطف الاجتماعية، وأضاف: “إن الاحمرار تطور كنوع من الاعتذار الغير لفظي، إذ إنه بعد كسر القواعد، يقوم وجهنا بالاحمرار في إشارة إلى أننا ندرك الخطأ”.
هل هناك وسيلة لتجنب ذلك؟
لا يوجد أي وسيلة لذلك، إذ إن الجهاز العصبي الودي لا يمكن السيطرة عليه. حتى إن بعض الناس يقومون بالبكاء على جديلة منع وجوههم من الاحمرار. أشار الطبيب النفساني فيكتور فرانكل، إن الطريقة المضمونة لوقف الاحمرار هو أن تأخذ نفساً عميقاً، والسماح للدم بالاندفاع والأدرينالين بالمرور. أما عند الشعور بالحرج الشديد من الحرج نفسه فهذا يجعل الأمور أسوأ بكثير.