الأرض كروية، عطارد الأكثر حرارة من بين الكواكب، الشمس ذات لون أصفر، تبدو لمن ينظر إليها لأول وهلة حقائق مثبتة علميًا، لكنها ليست كذلك، فهل ما تعلّمناه عن المجموعة الشمسية كان خاطئًا؟!
هل الأرض كروية بالفعل؟
هذا صحيح وغير صحيح في ذات الوقت! فشكل الأرض يتغير باستمرار بسبب حركة الصفائح القارية، صحيح أن معدل الحركة بسيط حوالي 5 سم سنويًا، لكنه يؤثر على حقيقة دائرية الأرض. وما تجدر الإشارة إليه هو أن الصورة أدناه التي تفترض الشكل الحقيقي للأرض في الواقع عبارة عن نموذج لجاذبية الكوكب، تم إنشاؤه من قبل بيانات الأقمار الصناعية، ولا تمثل الشكل الحقيقي للأرض.
هل هناك جانب مظلم من القمر؟
الرأي القائل بأن الشمس تضيء جانبًا واحدًا من القمر، وتترك الآخر واسع جدًا. نتائج هذا الاعتقاد مبنية على حقيقة أن الأقمار الصناعية لديها جانب واحد مقابل الأرض، فيما الجانب الآخر لا يمكن ملاحظته من الأرض. في الواقع الشمس تضيء كلا الجانبين للقمر، المرئي وغير المرئي. والحقيقة هي أن الفترة التي يستغرقها القمر للدوران حول محوره يتزامن مع مقدار الوقت الذي يستغرقه للدوران حول الأرض، وهو ما يجعلنا نرى جانبًا واحدًا منه.
هل درجة الحرارة في عطارد أعلى من الكواكب الأخرى؟
من المنطقي أن يكون سطح عطارد هو الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة، لكن اتضح أن الكوكب الأكثر سخونة هو الزهرة، على الرغم من بعده عن الشمس مسافة 50 مليون كيلومتر. متوسط درجة الحرارة خلال النهار على عطارد حوالي 350 درجة مئوية، فيما الزهرة 480 درجة. السبب يكمن في الغلاف الجوي السميك له، والذي يتكون من غاز ثاني أكسيد الكربون بالكامل، ما يخلق احتباس حراري قوي، يؤدي لحبس حرارة الشمس، وهو ما يؤدي في النهاية لتسخين كوكب الزهرة بشكل لا يصدق.
هل الشمس كرة كبيرة ملتهبة من النار؟
بالنظر إلى أن درجة الحرارة العالية للشمس والتي لا يمكن تصورها 5700 درجة، فمن المنطقي الاعتقاد أنها كرة عملاقة من النار. إلا أن هذا التصور غير صحيح، فما نظن أنه نار، في الحقيقة عبارة عن طاقة في شكل حرارة وضوء، يتم إنتاجها عبر التفاعلات الحرارية التي تتم داخل النجم. كما تعمل هذه التفاعلات على تغيير العناصر لأشكال أخرى، ويرافقها طرد للحرارة والطاقة الضوئية. تمر الحرارة عبر جميع طبقات الشمس حتى تصل للسطح (الفوتوسفير) وهو ما يبدو لنا كاحتراق.
هل الشمس صفراء؟
لمن لديه القليل من المعرفة في الفلك سيقول أن الشمس تنتمي للنجوم التي تُعرف باسم الأقزام الصفراء. من المنطقي أن نظن أن لونها أصفر. لكن كمعظم نجوم الأقزام الصفراء، فلون الشمس أبيض بالكامل. فلماذا نراها صفراء؟ الأمر يرجع للغلاف الجوي. يُعرف جيدًا أن الضوء لديه طول موجي طويل في الجزء الأحمر والأصفر من الطيف، يمر عبر الغلاف الجوي. الضوء في طوله الموجي القصير في الجزء الأخضر والأرجواني من الطيف (وهو ما ينبعث من الشمس في المقام الأول)، يتبدد في أكبر درجة في الغلاف الجوي، وهو ما يجعل الشمس تبدو صفراء.
هل الإنسان عرضة للانفجار في الفضاء بدون بدلة الفضاء؟
هذه رؤية خاطئة. في الحقيقة جلد الإنسان مرن بما فيه الكفاية للحفاظ على الأعضاء الداخلية في مكانها، كما أن جدران الأوعية الدموية ستمنع الدماء من الغليان بفضل مرونتها. في غياب الضغط الخارجي في بيئة الفضاء، درجة الحرارة التي يغلي عندها الدم ترتفع لـ 46 درجة، وهي أعلى من درجة حرارة جسم الإنسان. في المقابل سيبدأ الماء الموجود في خلايا الجلد يغلي بالفراغ، وتكون النتيجة تمدد حجم الجسم، لكنه بالتأكيد لن ينفجر. السبب الرئيسي الذي سيؤدي لوفاة الشخص هو نقص الأكسجين. فبعد الدخول للفراغ بـ 15 ثانية، سيفقد الإنسان وعيه، وسيموت في غضون دقيقتين.
هل تكون الأرض بعيدة عن الشمس في الشتاء؟
من المنطقي أن نظن أن الأرض تكون بعيدة عن الشمس في الشتاء بخلاف الصيف، لكن العكس صحيح، فخلال الشتاء، تكون الأرض قريبة للشمس بما مسافته 5 مليون كيلومتر، فكيف ذلك؟
بالإضافة لدوران الشمس، فتكمل الأرض دورانها حول محورها، وهو ما يؤدي لتبدل الليل والنهار. محور كوكب الأرض الذي يمر عبر القطب الشمالي والجنوبي، ليس عموديًا بالضبط على مداره وأشعة الشمس التي تسقط عليه. نصف حرارة الشمس خلال السنة تسقط على النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ونصفها الآخر يسقط على القطب الشمالي، وهو ما يحدث تغيرًا في الفصول. وكما يُعرف فالشتاء في النصف الجنوبي أكثر دفئًا من الشمال، وتكون النتيجة أن تصبح الأرض أكثر قربًا للشمس في يناير.