ليس عملًا سهلًا هو النوم، على المرء أن يهيء نفسه له طوال النهار
فريدريك نيتشه
لا أحد ينفي وجود أضرار هائلة لقلة النوم على الجسم، وقد ذكرنا بعضًا من هذه الأضرار النفسية والفيسيولوجية في هذا
الإنفوجرافيك. بامكانك الاطلاع عليه قبل إكمال قراءة هذا المقال.
قارئ هذه السطور، على غرار معظم الناس، غالبًا ما يتبع نظام نوم كلاسيكي أي حوالي ثمان ساعات نوم كل ليلة (نظام نوم أحادي الطور)، لكن، أليست 8 ساعات مدة طويلة؟ لك كل الحق في اعتبار النوم مضيعة للوقت. تخيل مقدار الإنتاجية التي ستزداد إلى حصيلتك اليومية من العمل، إن تمكنَّا من تقليص الثماني ساعات قليلا.
ولأن لكل مشكلة حل، فإن وضعيتنا هذه ليست استثناء. تقليص عدد ساعات النوم دون أضرار، ليس مستحيلاً، كيف لا وأن أحد أذكى الأشخاص الذين مروا من هذا الكوكب، ليوناردو دافنشي، كان ينام ساعة ونصف يوميًا، فقط ، فصارت عبارة النوم متعدد الأطوار مقرونة باسمه.
يُعتقد أن أسلافنا اعتمدوا هذا النظام كنوع من الحماية ضد المفترسين. أضف إلى ذلك أن ناسا والجيشينالأمريكي والإيطالي يعتمدان نوعًا ما على نظام النوم متعدد الأطوار.
ومن المعروف كذلك أن الفترة التي يكون فيها جسم الإنسان أكثر قدرة على الإنتاج، هي فترة ما بعد النوم بقليل. وبالتالي فإن كسر يوم العمل بفترات نوم قصيرة سيزيد من ساعات إنتاجيتك القصوى إضافة إلى الهدف الرئيس من هذه الخطة، ربح ساعات إضافية من يقظة كل يوم.
الخطة تكمن في تقليص عدد ساعات النوم اليومية عن طريق النوم لفترات قصيرة محدودة ومتفرقة على مدار اليوم. بالحديث عن دافنشي مثلاً، فقد كان ينام 15 دقيقة كل عدة ساعات.
سنوات من الممارسة والتجريب، من طرف هؤلاء الذين جاؤوا من بعد دافنشي، خلصت إلى طرق مختلفة يمكن انتهاجها إذا ما أردت اتباع هذا النظام، يكون الاختيار حسب مدى توافقها مع ساعات العمل.
أكثرها سهولة نظام Siesta، النوم لست ساعات ليلاً وقيلولة 20 دقيقة وسط النهار، وأكثرها صعوبة Uberman النوم لـ 20 دقيقة كل أربع ساعات.
سواء أن اخترت النظام الأسهل أو أكثرهم صعوبة، فإن التأقلم عليه لن يكون بكل تلك البساطة. ستكون مجبرًا على التخلص من بعض العادات، تناول الكافيين، الكحول… ولكن ما إن تتجاوز الأسبوع الأول حتى تتأقلم معه.
التدرب على نظام نومك الجديد يمكن تقسيمه إلى 3 محاور رئيسة، احتمال النعاس ما بعد الاستيقاظ (وهو شعور ستعاني منه كثيرًا في الأيام الأولى)، والتمكن من المداومة على النوم في الأوقات التي حددتها والالتزام بها، والأمر الثالث هو أن يستفيد جسمك من النوم العميق في كل دقيقة من دقائق نومك أي أن معظم نومك يكون عميقًا. مع مرور الوقت سيغدو الانتقال إلى مرحلة النوم العميق بمجرد أن تنام أمرًا سهلًا. وبالتالي يكون جل الـ 20 دقيقة المبرمجة وسط نومًا عميقًا.
خلاصة هذه الفقرة، أنك لن تصير Polyphasic في يوم واحد.
الآن بعد أن تعرفت على أساسيات النوم متعدد الأطوار، سأترك هذه الفقرة كهوامش وروابط خارجية اطلع عليها في حالة رغبتك في التعمق أكثر.
أهم الملاحظات التي يجب التنبيه إليها، هي أن الكثير من الناس لا تتوافق أجسادهم وهذا النظام، لذلك يستحسن طلب نصح طبيب قبل خوض هذه التجربة.
ويمكنك الاطلاع على المزيد حول الموضوع من خلال الروابط التالية…
مقالة حول الموضوع على ويكيبيديا
مجتمع من المهتمين على ريديت
موقع يحتوي على الأساسيات (اعتمدت عليه لكتابة هذا المقال)