TODAY - July 22, 2010
أبو ريشة: لأنهم تبنوا المشاريع الإقليمية . الحسن: انفصلوا عن معاناة الناس
الزعماء يواجهون تدهور شعبيتهم بعد الفشل في تشكيل الحكومةبغدادتسبب الشد والجذب بين الكتل السياسية، الذي استغرق شهورا طويلة، حول تشكيل الحكومة، في تراجع شعبية "الفائزين الكبار" في انتخابات آذار (مارس)، بحسب استطلاعات للرأي، كشفت عنها مراكز تخصصية مؤخرا.
وعلى سبيل المثال، فقد كشفت نتائج استطلاع أميركي نشرتها "العالم" أمس الاربعاء، اجراه مركز بحثي تديره وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت اواخر الشهر الماضي، ان رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي حل اولا بين اعضاء مجلس النواب الجديد، بحصوله على اكبر عدد من الاصوات خلال الانتخابات التشريعية، لم ينل تأييد سوى 14 % من العراقيين الذين يمثلون افراد العينة المستطلعة المكونة من 4 آلاف شخص.
وتعليقا على ذلك يقول عضو ائتلاف دولة القانون مالك دوهان الحسن في مقابلة مع "العالم" ان "التأخير في تشكيل الحكومة ولد ردود افعال سلبية لدى الناخبين وتذمرا كبيرا لأن جميع الكتل السياسية لم تكن مهتمة بالمعاناة التي يعيشها المواطن".
وتابع "اذا استمرت الخلافات وعجزت الكتل عن التوصل الى اتفاق فان مستقبل الجميع في خطر لان قناعة الناخب العراقي ستتغير وتضع الجميع على المحك".
وذكر الحسن ان "جميع القوى السياسية ترفض التنازل لان كل طرف لايزال متمسكا بمواقفه ومشاريعه التي يرغب في تنفيذها في البلاد".
من جانبه وجد القيادي في الحزب الشيوعي العراقي مفيد الجزائري ان "خسارة القوى السياسية لاصوات ناخبيها في ظل فشل الجميع بالتوصل الى حل للازمة، امر غير مستبعد".
وقال الجزائري في حديث لـ"العالم" ان "فترة الاربعة اشهر التي استغرقتها مفاوضات تشكيل الحكومة دون التوصل الى شيء منحت الناخبين تجربة جديدة وزادت من خبراتهم في مجال الانتخابات"، مؤكدا ان "أي تأخير جديد سيؤدي الى خسارة القوى السياسية لشعبيتها في الداخل ولن تحقق ماحققته في الانتخابات الاخيرة".
واشار عضو مجلس النواب السابق الى ان "غالبية الكتل السياسية لاتكترث للمعاناة التي يواجهها العراقيون في الداخل والخارج".
الى ذلك توقع القيادي في ائتلاف وحدة العراق، زعيم مجلس صحوة الانبار، الشيخ احمد ابوريشة "تراجع شعبية الكتل السياسية الكبيرة داخل الاوساط الشعبية لانها تبنت المشاريع الاقليمية وابتعدت كل البعد عن قواعدها".
وقال ابو ريشة في تصريح لـ"العالم" ان "جميع القوى السياسية قبيل الانتخابات طرحت مشاريع وطنية لكن هذه المشاريع، وللأسف، لم تر طريقها الى التطبيق".
واضاف "نحن بحاجة الآن الى وعي وثقافة انتخابية لان ذهنية الناخب العراقي تعرضت للتشويش من قبل بعض الافكار التي طرحتها بعض الكيانات السياسية، ما ولد نوعا من الضبابية لدى الناخب وصعوبة في اختيار الاصلح".
واشار زعيم الصحوة الى "ضرورة ان تسرع الاطراف السياسية في الاتفاق على تشكيل الحكومة لأن الشعب العراقي سأم الوعود الكاذبة والتردي الحاصل في جميع مرافق الحياة".
ويرى الاعلامي زياد العجيلي ان "القوى السياسية لاتمتلك الوعي الديمقراطي الكافي الذي يؤهلها لتشكيل الحكومة". واضاف العجيلي في تصريح لـ"العالم" ان "من حق اي سياسي ان يتمتع بحقوقه المشروعة لكن يجب الا تكون على حساب الناخب العراقي الذي تحدى جميع المصاعب أملا في تشكيل حكومة قادرة على الايفاء بالتزامتها".
واشار الى ان "جميع الاطراف تجاهلت هذه التضحيات واصبحت منهمكة في كيفية الحصول على المكاسب والمناصب السيادية".
العجيلي دعا الساسة الى "الاستفادة من تجارب الدول الغربية في هذا المجال لاسيما تجربة الانتخابات البريطانية الاخيرة، اذ ان تلك التجربة الناجحة اتاحت الفرصة لاحزاب جديدة في تشكيل الحكومة".
كما دعا القوى السياسية الى "الابتعاد عن المصالح الحزبية والشخصية والانتباه الى مصلحة الشعب والمعناة التي يواجهها المواطن العراقي في ظل نقص الخدمات وانعدام الطاقة الكهربائية وحرارة الصيف اللاهبة"، مبينا ان "المواطن العراقي لايمكنه ان ينسى هذه المعاناة والدليل ماحصل للمجلس الاسلامي الاعلى في انتخابات مجالس المحافظات".
واظهرت نتائج الاستطلاع الاميركي ان 60 % من المشاركين يعتقدون أن الأحزاب السياسية تتصرف في ملف تشكيل الحكومة على "أساس مصالحها السياسية الخاصة بدلاً من مصلحة الشعب العراقي".
وأكدت النتائج ان الشعب العراقي بات محبطا بشكل واضح بسبب "المفاوضات المطولة حول تشكيل الحكومة الجديدة". وعكست النتائج التدهور الكبير في شعبية المالكي الذي كان يحظى بقبول واسع حتى قبل بضعة اشهر.
وجاء في النتائج ايضا ان 70 % من المشاركين كانوا قلقين جدا، او قلقين إلى حد ما من عدم تشكيل الحكومة الجديدة، في حين ذكر 63 % أن "الوضع السياسي في العراق يسير في الاتجاه الخاطئ". ونتيجة لهذا القلق، فإنه ليس من المستغرب، وبحسب نتائج الاستطلاع، أن يقول 46 % من المشاركين انهم غير متأكدين أو انهم بالتأكيد لن يصوتوا اذا ما أجريت الانتخابات مرة أخرى في العراق.
alalem