مَازَالَ لِي مِنَ الْحُلْمِ مَا يَكْفِي لِكُلِّ هَزَائِمِي
وَمَا يَكْفِي لِدَفْنِ هَزِيمَةٍ أُخْرَى
كُلَّمَا أَفْنَيْتُ حُلْمًا أُجَدِّدُهُ
وَأَصْنَعُ مِنْ سَالِفِ الْحُلْمِ عُمْرَا
وَيُحْزِنُنِي الْغَيْمُ كَلَّ مَسَاءٍ
وَيَمْنَحُنِي الْفَجْرُ خَوْفًا وَجَمْرَا
وأَمْضِي مَعَ مَنْ مَضَى مُتْعَبًا
وَلاَ أُعْنَى بِفِكْرَتِي الْحَيْرَى
***
مَازَالَ لِي أَمَلٌ وَحِيدٌ يَائِسٌ
أَلْهُو بِهِ مَرَّةً
وَيَلْهُو بِقَلْبِي مَرَّةً أُخْرَى
وَأَلْقَاهُ فِي الصُّبْحِ مَهْدًا مُرِيحًا
وَأُلْفِيهِ عِنْدَ الْغُرُوبِ الْمُحَيِّرِ قَبْرَ ا
وَأُتْعِبُهُ وَيُتْعِبُنِي
فَكَانَتْ حَيَاتِي بِهِ مَدًّا وَ جَزْرَا
***
مَازَالَ لِي يَوْمَانِ
لِأَصْنَعَ الْمِجْدافَ وَحْدي
فَلاَ يَمُوتَ مَعِي أَحَدْ
وَأَفِرَّ مِنْ مَنْفَايَ مُنْهَزِمًا
مَعَ التَّهْوِيمِ
فِي بَرْقِ الْأَبَدْ
***
لَمْ أَجْدْ بَعْدُ الرَّبِيعَ
لِأَزْرَعَ الْأَضْوَاءَ فِي رَحِمِ الدُّجَى
أَمْسَكْتُ أَحْلاَمِي
فَأَمْسَكْتُ الزَّبَدْ
وَمَضَيْتُ أَبْحثُ عنْ زُهُورٍ لاَ تَمُوتُ مَعِي
فَتِهْتُ عَنِ الْبَلَدْ
أحمد الحاجي