يوجد حول العالم حوالي 70 مليون شخص يعاني من التأتأة أي ما نسبته 1% من سكان العالم. ولطالما أثار هذا الأمر رغبة العلماء في معرفة السبب الذي يقف وراء هذا الأمر، اليوم استطاع العلم تحقيق هذا الإنجاز الهام، بعد قدرة العلماء على معرفة ما يحصل في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من التأتأة.

ما هي التأتأة؟
التأتأة أو التعلثم اضطراب كلامي يتعطّل فيه تدفق الكلام بواسطة التكرارات اللاإرادية، أو إطالة في الأصوات، أو في المقاطع الصوتية، أو الكلمات، أو العبارات، وأيضًا التوقفات الصامتة غير الإرادية، أو عدم قدرة الشخص المصاب بالتأتأة على إنتاج الصوت.

وأخيرًا توصل العلماء للسبب!
للوقوف على سبب التأتأة، أجرى باحثون من مستشفى أطفال لوس أنجلوس دراسة تم نشرها في “Human Brain Mapping” وتبحث في تدفق الدم إلى مناطق مختلفة في الدماغ. ولاحظ الباحثون خلال الدراسة، أن دورة الدم في المناطق المتعلقة باللغة في الدماغ أكثر تقييدًا لدى الأشخاص الذين يعانون من التلعثم. وبحسب مؤلف الدراسة وطبيب الأعصاب”جاي ديساي” ارتبط تدفق الدم عكسيًا بالتأتأة، فكلما كان التدفق أقل إلى الجزء المسئول عن اللغة في الدماغ كلما زادت درجة التأتأة.
وبشكل أساسي، تدفق أقل من الدم إلى منطقة بروكا في الدماغ (الجزء الرئيسي في الدماغ الذي يعالج اللغة) يعني نشاطًا عصبيًا أقل، وكلما كانت التأتأة أسوأ. ومع قلة تدفق الدم إلى المناطق الأخرى في الدماغ والمرتبطة باللغة، تصبح التأتأة أكثر سوءًا.
تتطور التأتأة لدى البعض منذ الصغر، والبعض في مرحلة البلوغ. سابقًا كان الاعتقاد بأنه اضطراب نفسي جسدي، لكن النتائج الجديدة أظهرت أن هناك عوامل جسدية تلعب دورًا في ذلك.

هل هناك علاج؟
يتم التخلص من التأتأة باستخدام تقنيات علاج الكلام وصعوبة النطق واللفظ، وربما تنتهي هذه المشكلة لوحدها دون أي تدخل علاجي. لكن اليوم في ظل النتائج الجديدة، يبحث العلماء في وسائل تساهم في تحسين تدفق الدم لمناطق اللغة في الدماغ للتقليل من التأتأة.