“إن كانت أفعالك تلهم الآخرين ليحلموا أكثر وليتعلموا أكثر ولينجزوا أكثر، فأنت هو قائدهم الحقيقي”
جون كوينسي آدامز 1767 – 1848
الرئيس السادس للولايات المتحدة الأمريكية
لا شك أن مجال ريادة الأعمال يقدم لنا كل يوم شيئًا جديدًا سواء كانت معلومة أو نصيحة جديدة أو صفقة تَمتّ شاهدنا فيها الاحتراف فى التعاملات وانتهاز الفرصة للحصول على أفضل نتائج.
ولعل أهم ما يميز رائد الأعمال أو القائد هو القدرة علي الإبداع والابتكار وكيف يجعل من نفسه قائداً محترفاً.
فالوظيفة الناجحة لا تتطلب الأفكار الرائعة والعمل الجيد فقط ولكنها تتطلب الأشخاص المناسبين الذين يستطيعون أن يندمجوا مع فريق العمل بكل سهولة وسلاسة و يعملون بشكل جيد مع الآخرين.
لذلك سنقدم لك اليوم أهم 10 نصائح إدارية تساعدك على الاحتراف ولا شك أنها ستحولك إلى قائد اللعبة نفسها…
لا تستسلم
قد تكون هذه الجملة هي أكثر جملة تُقدم للنصيحة ولكنها هي الأفضل بكل تأكيد فالإدارة ليست لضعفاء العزيمة والمستسلمين بل هي لأولئك الذين يؤمنون بما فيه الكفاية في قدراتهم وأفكارهم.
فالتخلي عن مشروعك مهما كان كبيرًا أو صغيرًا بالطبع لا يسيء لك وحدك بل يسيء لأولئك الذين تقودهم.
أفراد فريقك هم كل شيء
تقول السياسية ورائدة الأعمال الأمريكية كارلي فيورينا المدير التنفيذي السابق لشركة HP في كتابها Rising to the Challenge:-
“الشركة هي ناس… ناس بعقول، وقلوب، وأحاسيس، وعلى القائد أن يحاول الاستحواذ على الشخص بكامله فالناس تتوقع من القائد أن يكون قادراً علي التواصل العقلي والانفعالي معهم”
الفكرة أصعب مائة مرة في التنفيذ إذا لم يكن بجانبك الأشخاص المناسبين… لذلك اعمل جاهداً على اختيار الأشخاص المناسبين لمشروعك الذين لديهم شغف بما تفعله حتى يساعدونك في تنفيذ ما تحلم به.
وإذا حدث ذلك ووجدتهم… قم بعمل أي شيء وكل شيء للحفاظ عليهم.
كن معلماً ومتعلماً في نفس الوقت
هناك مقولة شهيرة تقول “اغد عالماً، أو متعلماً، ولا تغد بين ذلك”
لذلك كن دائماً مطلعًا على كل ما هو جديد في مجالك ملم بالتغيرات التي تحدث حولك.
حيث أن أفضل العلاقات المهنية هي التي تقوم على الاحترام المتبادل والتعلم… لذلك أنت كقائد من مهامك العمل على توسيع قدرات فريقك وزيادة المعرفة لديهم بإعطائهم مهام تعمل على زيادة معرفتهم في المجال ومع ذلك فمن الممكن أن تسمح لك الفرصة بأن تتعلم منهم شيئاً جديداً فإذا جاءتك هذه الفرصة استغلها لصالحك.
لا تكن صلباً لا تكن راضياً أو متهاوناً
الاعتدال فى كل شيء حتماً هو أمر إيجابي للغاية وسيصلك إلى النتائج التي تريدها بكل سهولة، فالصلابة مع فريق العمل قد تؤدي إلى النفور منك وبالتالي يَصعب عليك الحصول على النتائج التي تريدها من الفريق.
وأيضا الرضا التام أو التهاون قد يصلك إلي نفس الأمر لأن الأوقات الجيدة لا تدوم إلى الأبد، وخاصة في عالم سريع التغير، وهذا هو السبب في كون التهاون أمرًا خطيراً… إن الأشخاص الراضون عن إنجازاتهم في الأوقات الجيدة يخفقون في مواكبة بقية العالم سريع التغير.
الوقوع حقيقة… لذلك تعامل معها بكل أريحية
بالتأكيد الحياة ليست عبارة عن سلسلة نجاحات متتالية وإنما يتخللها الكثير من الخفقان والوقوع وتجاوز ذلك وتحويله لنجاح يصنعه أصحاب الإرادة القوية، يصنعه صُنّاع النجاح بالثبات والكفاح.
فإذا كان الوقوع يمثل خطوة للخلف، فإن تحويله إلى نجاح يمثل خطوات للأمام تدفع صاحبها لمزيد من الإنجاز، ولذلك عليك تقبل هذه اللحظة والتعامل معها بكل أريحية، ولن تعلم منها حتى لا تكرر نفس الخطأ مرة ثانية.
فالحياة عبارة عن سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيء، وكل من هذه الخبرات تجعلك أكثر قوة على الرغم من أنه غالباً ما تغفل عن إدراك ذلك!
ركز في عملك على أن تكن الأفضل في شئ واحد… ثم بعد ذلك تَوسع
ما هو الأفضل بالنسبة لك أن تكون نجاحاً فى شئ واحد أم دون المتوسط فى الكثير من الأشياء؟ هنا المنطق يقول عندما تبدأ في شيء لأول مرة ركز على جعل عملك رقم 1، وفى حين استطعت إتقان ذلك، يمكنك الانتقال إلى أشياء أكبر وأفضل.
اتخذ قرارات حاسمة وسريعة بشأن الناس أو المشاريع التي تجعلك تخسر
ليس هناك أي سبب أو معنى لأن تتمسك بالناس أو المشاريع التي تسبب لك خسائر، إلا كونك شخصًا عاطفيًا بصورة كبيرة وحتماً القيادة ليست من نصيب مرهفي الحس والمشاعر.
لذلك اكتسب بعض المرونة في الاستغناء، فلو كان هناك شخص سلوكه ومهاراته دون المستوى وغير مرن مع الفريق دعه يرحل حتى لو تَكنّ له الكثير من المشاعر، وهذا ينطبق أيضًا على المشاريع التي تسبب لك الكثير من الخسائر.
القيادة ليست هي مجال إصدار الأوامر فقط
ليس هناك أي علاقة بين القائد الحقيقي والجلوس على الكرسي وإصدار الأوامر فقط، لإنك هنا ستفقد مبدأ التأثير والتأثر بمن تقودهم.
لأن الواقع يقول الواجب عليك أن تكون أكثر شخص يعمل في الشركة حتى تكون ملماً بكل الخيوط، لأن ذلك سيعطيك فكرة واقعية عن كيفية سير العمل وبكل تأكيد سيساعدك على قيادة أكثر كفاءة وبناء علاقات أفضل مع فريقك.
لقب المدير التنفيذى الأنجح هو مفهوم شخصي بحت
لا شك أن الكثير من الشركات تَطلب أنواع مختلفة من المدراء التنفيذيين، فالطريقة التي ستقود بها سوف تعتمد على حجم الشركة، الفريق، الأهداف المطلوب تحقيقها، ونوع الصناعة التي تعمل بها.
لذلك لا تقلق عندما تجد مديرًا ناجحًا يدير بطريقة غير طريقتك لإنك حتمًا تعمل في ظروف مختلفة تماماً، وليس المطلوب منك نفس النتائج بكل تأكيد فلكل طريقة إدارة نتائجها المطلوبة منها.
اعمل دائماً على تعزيز الحافز
لقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي وهذا هو السبب وراء وصولي إلى النجاح في النهاية.
أشهر مقولة للاعب السلة الأمريكي “مايكل جوردان”
لذلك عامل التحفيز هو أساس القيادة الفعالة فالقائد الجيد هو من يعرف أهمية الدافع ويستمر في العمل حتى ولو شعر بالملل. فمن أهم صفات القادة الحقيقيين أنهم يحفزون التابعين لهم على الاستمرار في العمل باجتهاد.
وهذه النصيحة تجعلنا نعود للمقولة التي بدءنا بها مقالنا…
“إن كانت أفعالك تلهم الآخرين ليحلموا أكثر وليتعلموا أكثر ولينجزوا أكثر، فأنت هو قائدهم الحقيقي”.
فالقائد هو المُحَفز الأول لفريقه…