هل الأسرة هي المسؤولة عن الخلافات بين الإخوة؟
يرى خبراء علم نفس الطفل، أن الشجار بين الأخوة أمر طبيعي، ويشكل جزءًا مهمًا في نمو شخصية الطفل وتطورها، فهو يزيد عنده قدرة التفاوض، وقبول الخسارة والربح، واختبار قدرته على نيل حقوقه، وكلها أمور تساعده في الانفتاح على المجتمع خارج إطار العائلة.
وعمومًا فإن الشجار أحد مظاهر المنافسات التي تجرى بين الأخوة، والتى لها مميزاتها، فهي تحفز الطفل على تحسين أدائه في معظم الأمور، فعندما يلعب الشقيقان مثلاً ويخسر أحدهما يفكر الخاسر في تحسين أدائه في اللعب، ومعرفة نقاط ضعفه، والعمل على التخلص منها.
ولكن ما هى أسباب الشجار بين الأخوة؟
هناك أسباب عديدة تعزز التنافس بين الأخوة: منها تقارب السن وانتماء الأخوة إلى الجنس نفسه، أى أن التنافس بين الشقيقين الذكور يكون أقوى منه بين الولد والبنت، ومقارنة الأهل بين الأخوة، أو بكل بساطة محاولة أحدهما فرض رأيه على الآخر، فكل هذه الأسباب هي التي تدفع بالأخوة إلى الشجار.
وما دور الأسرة عندما ينشب شجار بين الأخوة ؟
عدم التدخل مباشرة
من الملاحظ أن الأخوة قادرون على حل مشكلاتهم بنفسهم بعد فترة قصيرة جداً، وتدخل الأهل فور حدوث شجار بينهم يمنعهم من التفكير في ذلك، لأنهم لم يتركوا لهم الوقت الكافي، وهذا قد ينتج عنه نشوب الشجار مرة ثانية.
عدم الانحياز إلى أحد الأشقاء
من المعروف أن الأهل ولو دون قصد قد يفضلون ولدًا على آخر، حتى لو حاولوا معاملة أبنائهم على قدم المساواة. غير أن الطفل عمومًا يشعر بما يخفيه أهله، فمثلاً عندما يتشاجر مع شقيقه وتحاول الأم التدخل، سوف يلاحظ أنها تفضل شقيقه عليه من خلال نظرتها أو دفاعها عن أخيه، أو ردة فعلها العفوية، ولو أظهرت عكس ذلك .
لذا يشدد المتخصصون على الأهل عدم التدخل بين الأخوة خلال الشجار، لأنهم سوف يتدبرون أمورهم بنفسهم .
إلقاء الضوء على السلوك الجيد
يختلف الأبناء في الطباع، وهذا أمر طبيعي، فهناك الابن المطيع والابن المعارض والابن المنظم، وهذا الاختلاف فى الشخصية يكون أحد أسباب الخلافات التي تنشب بينهم .
لذا على الأهل أن ينظروا إلى الأمور الجيدة فى سلوك كل واحد منهم، وأن يقوموا بتحفيز الآخرين على هذا السلوك الجيد .
تجنب الأهل المقارنة بين الأبناء
لأنها تحول علاقة المنافسة بينهم إلى غيرة تصل إلى حد الكراهية، ما يكثر الخلافات بينهم.