للاباء الاعتذار للأبناء يعلمهم السلوك الجيد واحترام الآخرين
هل فكر الآباء في تقديم الاعتذار إلى الأبناء عندما يخطئون في حقهم أو يسببون أذى نفسيا ومعنويا لهم، الإجابة ستكون بكلمة واحدة وهى «لا»، لأن الاعتذار للآخرين أمر صعب على الكثير منا، ويكون أصعب بكثير إذا جاء من الآباء والأمهات إلى أبنائهم.
الدكتور جمال إبراهيم، يؤكد في كتابه «التربية الذكية للأطفال»، «الاعتذار لطفلك يغرس السلوك الجيد واحترام الأوامر، على الرغم من بعض الآباء يعتقدون أن الاعتذار سوف يؤدي إلى ضعف نفوذهم،ويعتقد البعض الآخر أن الاعتراف بالأخطاء يجعلهم أقل مصداقية في عيون أطفالهم».
ويقدم «إبراهيم»، ثلاث براهين مؤكدة تدل على أن تقديم الاعتذار للأبناء سلوكًا جيدًا فيقول «الاعتذار يجعلك قدوة حسنة، لأن الأطفال يتعلمون السلوكيات العامة من الكبار، وعندما تكون مثالا يحتذى به، وتتقبل أخطاءك، فإن ذلك يؤسس للسلوك الذي تريد لطفلك أن يقلده لاحقا عندما يكبر، وعليك أيضًا أن تعلم طفلك قيمة العفو والغفران وبأن الاعتذار لا يجعلك شخصًا أضعف بل يزيدك قوة وتميزا أمام الآخرين ويريح ضميرك».
ويضيف الدكتور «إبراهيم»، «طلبك المغفرة عن خطأ ارتكبته بحق أبنائك يعلمهم معنى الصدق في المعاملة، فالأطفال أكثر بديهية من الكبار، ويميلون إلى تميز السلوكيات السيئة لآبائهم، لذا إذا كنت جريئا لدرجة الاعتذار عن أخطائك فإن أبنائك سوف يتعلمون تحمل مسئولية اخطائهم ويمنحهم ذلك القدرة على التحقق من تصرفاتهم قبل أن يأتون بها كي لايضعوا انفسهم محل الاعتذار».
وأخيرا يؤكد «قبول الأخطاء، والتحدث مع الأطفال بصدق يجعلك أقرب إلى أبنائك ويحببهم فيك، فالصدق والمحبة والحوار يجعلك صديقا لأبنائك ويجعلهم أكثر مرونة في الحديث معك وتبادل الآراء والأخبار والاعتذارات كما أنها خطوة كي لا يخفي عليك أبنائك وخاصة "الفتيات" تصرفاتهم خارج المنزل في المحيط الاجتماعي الخاص بهم مما يجعلك مرآة لهم ومحلل لأخطائهم».