العربي الجديد:بغداد ــ علي الحسيني:ديار نافع، فتاة عراقية تبلغ من العمر 29 عاماً، حققت شهرةً في المجتمع العراقي منذ أسابيع بعد نشر قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي، عن إيجادها فرصة عمل ناجحة ومربحة، رغم ندرة الفرص المتاحة.
تعمل ديار في مهنة غير مسبوقة في البلاد، تربية الكلاب وبيعها لهواة ومحبي الكلاب المنزلية. وباتت تجني أرباحا من مهنتها الجديدة.
تخرّجت ديار من كلية التربية الرياضية بدرجة البكالوريوس، وباشرت بحثها عن وظيفة حكومية، إلا أنها اصطدمت بالروتين الحكومي المشوب بالتحزب والواسطة. ولكن الحاجة دفعت ديار إلى العمل في مجال تربية الكلاب وبيعها ورعايتها أيضاً.
يذكر أنّ المجتمع العراقي ذو طابع عشائري، يفضل غالبية رجاله بقاء النساء في البيت وتربية الأطفال، وإن بحثت إحداهن عن وظيفة فإنها تتوجه إلى الدوائر الحكومية للعمل.
وتقول ديار لـ"العربي الجديد": "بعد حصولي على الشهادة الجامعية بدأت في البحث عن عمل، ولم أفلح. فعلّمت في مدرسة ثانوية في ناحية الرشيد في أطراف بغداد، مجانا ولمدة عامين، إلا أن الصدفة وأمي دفعتاني إلى العمل في مجال تربية الكلاب من فصيلة محددة وهي الإيطالية. وأنا أعتبر هذه الكلاب بمثابة أطفال، وأبكي عندما أبيع أحدها، وأطالب الشاري بأن يرسل لي صوراً وفيديوهات عنها".
وتعتبر أنّ "المجتمع يظلم النساء ولا يعطي لهن الفرص ليبرزن طاقتهن الإبداعية وتفوقهن في عموم المجالات. لم أيأس في حياتي وبدأت الفكرة بشراء كلب وكلبة إيطاليين من زميلتي. الولادة الأولى للكلبة فريسكا أنتجت 10 جراء، اعتنيت بها، لكن مات نصفها، فاعتنيت بالبقية".
يحتاجون للرعاية الصحية والاهتمام (فيسبوك)
وتؤكد الفتاة أن "الفكرة توسعت وبات لي مشترون ومتابعون، وأنا لم أعلن عن إنتاجي من الكلاب إلا عبر صفحتي "ديار دوغ" والتي لها متابعون كثر. وحين أنوي بيع أي كلب أعرض صورته وأحدد سعره، وأجد عشرات المشترين".
وتحلم أن يكون لديها مبنى من ثلاثة طوابق، كبير وواسع لتربية الكلاب. وتشير إلى أن "على المرأة عدم الاعتماد على الوظيفة الحكومية، بل التفكير بأي عمل تجد فيه فرصة للنجاح. فأنا بدأت مشروعي بكلب وكلبة والآن أمتلك العشرات".
وتوضح أن "الكلاب الفرنسية تجد طلباً متزايداً خاصة من الفتيات وبعض الشباب، وأسعارها مميزة تتراوح بين 200 إلى 350 دولارا أميركيا".
وعن أسعار اللقاحات وعلاج الأطباء تؤكد أن "أسعار التلقيح تبدأ من 50 دولارا للقاح الأميركي و35 دولارا للبلجيكي. كما أشتري أنواعا مختلفة من الطعام الخاص لها". وصل عدد الكلاب لديها إلى 40 كلباً، والآن تمتلك ثمانية منها.
قصة ديار شجعت الكثير من الفتيات على إيجاد عمل خاص. وتقول هند أحمد (30 عاماً) لـ"العربي الجديد": "أنهيت دراستي الجامعية منذ نحو 8 سنوات، ولم أجد عملاً حتى الآن، ووجدت في حكاية ديار فرصة جديدة، ففي منزل والدي حديقة واسعة يمكن أن أستغلها في عمل مربح يملأ وقت فراغي".
وتضيف "باشرت شراء طيور الزينة بمساعدة أخي الأكبر، وبعت عدداً منها خلال أسبوعين وأغلبها للأقرباء ومعارف إخوتي".
كاردينيا