قافات
طفولة مجنونة.. قصة قصيرة
عبدالله الفضل
31/05/2013
قراءات: 649
حتى طفولَتِي كانت تَختَلِفُ عن طفُولَةِ الآخَرِينَ مِنْ أبنَاءِ قَرْيَتِي,فَمَا زِلْتُ أْذكُرُ ذلكَ الاختِبَارِ الصَّعبِ, عندَما قَرَّرنا سَرِقَةَ ثِمارِ التُّفاحِ مِن بُستانِ ذلكَ الفَلاحِ البائِسِ, والذي فاجَئَنا قبلَ أنْ نَتَسلَّقَ أشجارَ التُّفاحِ حيثُ كانَ يختبئُ تحتَ كَومَةٍ مِن القشِ و الحَلفاءَ, فَصَاح َبنا:
-- ولدَ العاهْرات!! اليوم أدخلْ على أمَّهاتْكم ... !!
فهَرَبَ الصبيةُ بِمجرَّدِ اكتشافِ أنَّ امّهاتَهُم عاهِراتٌ, أو إنَّهم هربُوا لايصالِ رِسَالةَ الفَلاحِ لأمَّهاتِهم لِيكونَّ على اسْتعدادٍ تامٍ لاستقبالِ عريسِهنَّ القادمِ .
أمَّا أنا فلمْ تُخفني هذه الصَّيحاتِ و الشَّتائمَ بقدرِ رغبتي بهذهِ المُغامرةِ, فتسَلَّقتُ إحدى الشَّجراتِ بسُرعةٍ عاليةٍ, وكأنَّني شمبازٌ أفريقي, و ربطتُ ثوبي حولَ بطني, لأعملَ منْ ذلكَ الثَّوبِ الرَّثِّ كيساً ثميناً,سعرُ التُّفاحِ الذي بِداخلِهِ أغلى من سِعرِهِ بأضعافٍ مضاعفةٍ, و بينَما انا مُنهمِكٌ بِجَمعِ التُّفاحِ, والقَفزِ منْ شَجَرَةٍ الى أخرَى, و خائِفٌ مِنَ السُّقوطِ بيدي الفلَّاحِ الذي يَرْكُضُ بينَ جُذُوعِ الأشجارِ و يرمِيَني بالحَصَى والشَّتائِمِ, و التي حَفظْتٌ منها أحدَاهَا, وقد أضْحًكتْني, إذْ قالَ:
ابنْ الكلبْ خَوْما أمَّكْ مْتْنَسْيةَ بيكْ بقردْ؟! لو نايمْ معاها طَرَزَانْ ؟!!
حينَها من شِدَّةِ ضَحَكِي سَقَطْتُ على الأرضِ, لِيستقبلَني الفلَّاحُ, و يُمسِكَ بي بينَ ذِراعَيه, و يَنْفَجِرُ ضَاحِكَاً .
عبدالله الفضل