مساجد تركيا: فن عثمانيّ مميز وجمال ساحر


تركيا بوست
من أجمل ما تتباهى به جنة الأرض “تركيا” هو مساجدها العامرة، التي تتميز بعمارتها الرائعة، وتصميماتها الفريدة، وتشكّل المآذن والقباب أحد أهم العلامات البارزة في عمارة المساجد التركية، وقد يتضمّن المسجد الواحد، أكثر من مئذنة، وقُبة، كما هو السائد، في ربوع العالم الإسلامي، ومنها مدينة إسطنبول التركية، التي تزدان جل مساجدها بالمآذن والقباب، ذات الطراز المعماري العثماني.
وقد تنوعت عمارة المساجد ذات الطراز العثماني في مختلف العصور، وأنتج لنا الفن العثماني إرثا كبيرا من المساجد التاريخية، مما جعلها مقصدا هاما لكل من يزور تركيا، ومن هذه المساجد:
مسجد الفاتح

يقع في قلب منطقة “الفاتح”، ويضم قبر السلطان “محمد الفاتح”، وبجواره المباني القديمة التي كانت خدمية, كالجامعة والمدرسة، التي أُغلقت مباشرة بعد إنهاء الخلافة العثمانية، ويعد مثالا عظيما على فن العمارة الإسلامية التركية في إسطنبول، ويمثل مرحلة مهمة من تطور فن العمارة التركية القديمة.
وقد بني بين عامي 1463 و1470 بأمر من السلطان محمد الفاتح، في موقع كنيسة بيزنطية قديمة كانت قد دُمّرت وخُرّبت منذ الحملة الصليبية الرابعة, وقد بنى هذا المسجد المهندس المعماري المشهور (عتيق سنان).
مسجد أيوب سلطان ( أبو أيوب الأنصاري)

مسجد أيوب سلطان مسجد عثماني قديم، موجود في منطقة أيوب في الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول، بالقرب من منطقة القرن الذهبي، خارج أسوار القسطنطينية. بني عام 1458، وهو أول مسجد بناه العثمانيون في إسطنبول بعد فتح القسطنطينية عام 1453, ويقع مسجد أيوب سلطان بالقرب من قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري (رضوان الله عليه)، الذي دُفِن هناك عند محاولة المسلمين فتح القسطنطينية عام 52 للهجرة.
وبعد بناء المسجد وافتتاحه، صار يستقبل مراسم تتويج السلاطين العثمانيين؛ حيث يدخلون ليتم تتويجهم كسلاطين وخلفاء في احتفال ديني، وينتظرهم سفراء الدول الغربية خارج باحة المسجد، باعتبار المسجد أرضا مقدسة لا يجوز أن يدخلها غير المسلمين.
مسجد سليمان القانوني (السليمانية)

يقع على تل خلف جامعة إسطنبول. بني في عهد السلطان سليمان القانوني في الفترة ما بين العام 1550 و1557م, بناه المعماري “سنان باشا” ويصل طول المسجد إلى حوالي 69 مترا وعرضه 63 مترا، ويتّسع لنحو خمسة آلاف مصلٍ.
يتميز المسجد بمآذنه الأربع التي ترتفع في زوايا الباحة في صحن الجامع، ويتضمن هذا الجامع أربع مدارس لعلم الآثار، وحماما تركيا ومطبخا ومستشفى للفقراء, ويعتبره الكثيرون جامعة عثمانية لا مسجدا.
جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق)

يُعد جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق، الجامع الرئيسي في مدينة إسطنبول في تركيا. يقع في ميدان السلطان أحمد، ويتميز بتصميمه المعماري وأنواره خصوصا في الليل، ويُعد واحدا من أهم وأضخم المساجد في تركيا والعالم الإسلامي وموقعه في مواجهة متحف آيا صوفيا.
بُني المسجد بين عامي 1018 – 1020هـ / 1609 – 1616م حسب إحدى النقوشات على أحد أبوابه، مهندسه محمد آغا أشهر المعماريين الأتراك بعد سنان باشا وداود أغا، ويقع المسجد جنوبي آيا صوفيا وشرق ميدان السباق البيزنطي القديم.
وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة، اشتهر باسم “المسجد الأزرق”؛ بسبب التصميم الداخلي الذي غلب عليه اللون الأزرق.
مسجد أورطاكوي (المسجد المجيدي)
يعتبر من المعالم المهمة جدا في إسطنبول. حيث برع المهندسون في بنائه على أساسات تتحمّل المياه المالحة والأمواج، لأن ھذا البناء أقيم على سطح الماء وليس على اليابسة، و لهذا المسجد منارتان وقبة واحدة.
بني المسجد على شاطئ مضيق البسفور، وكان يوجد مكانه المسجد الذي بناه صهر الوزير إبراهيم باشا وهو محمود أغا، وفي عام 1853 م تم بناء جامع أورطاكوي من قبل السلطان عبد المجيد.
وعلى باب الجامع يوجد ختمه وكتابة تدل على ذلك. بناه نكوغوث بليان وتم ترميم أساسات الجامع نتيجة ضعف البناء في عام 1960م وتمّت تقوية أساساته حتى عمق 20م.
جامع بورصة الكبير

هو مسجد يقع في مدينة بورصة التركية، بني على الطريقة المعمارية السلجوقية، وقد أمر ببنائه السلطان العثماني بايزيد الأول وبني فيما بين عامي 1396 و 1400. وللمسجد 20 قبة ومئذنتان, وهو علامة على فن العمارة العثمانية القديمة، التي استَخدمت كثيرا من عناصر العمارة السلجوقية.
وقد بنى هذا المسجد المعماري (علي نصار) بأمر من السلطان بايزيد الأول، وهو بناء كبير مستطيل الشكل، وللمسجد عشرون قبة مرتّبة في أربعة صفوف، في كل صف خمسة قباب، وهي مدعّمة بوساطة 12 عمودا، وقد كان السلطان بايزيد الأول قد نذر ببناء عشرين مسجدا إذا انتصر بمعركة نيقوبولس عام 1396، فربما كان ذلك هو سبب بناء العشرين قبة لهذا المسجد، وللمسجد مئذنتان اثنتان.
ويوجد في المسجد نافورة ماء يستخدمها المصلون للوضوء، ويوجد فوق النافورة قبة فيها منور لإدخال الضوء الطبيعي للغرفة، مما يساهم في إضاءة المسجد من الداخل بشكل كبير.
المسجد الجديد (يني جامع)

يقع ھذا المسجد أمام ميناء الخليج في منطقة أمينونو في إسطنبول، إلى جانب مدخل السوق المصري.
وقد بني ھذا الجامع بأمر من زوجة السلطان مراد الثالث صفية عام 1557 ميلادي. وقد تعاون أكثر من مهندس معماري لبناء ھذا الصرح الكبير ويعتبر من الجوامع المميزة في إسطنبول، لجمال قبابه ومدخله الساحر.
مسجد السلطان بيازيد (جامع بيازيد)

من أكبر مساجد إسطنبول في تركيا، وهو الجامع الذي بناه السلطان العثماني بايزيد الثاني> بني المسجد مابين 1500-1505م بإشراف السلطان نفسه ومجموعة من وزرائه.
يقع بالقرب منه الـ”جراند بازار” (السوق المغلق المغطى الكبير) الذي يعرف أيضا بسوق الذهب, وهو عبارة عن مجمع عملاق، فيه مؤسسات خدمية وأوقاف تعليمية وطبية ملحقة به، عملت لخدمة أهالي “إسطنبول” وطلاب العلم حتى نهايته الخلافة العثمانية.
مسجد ياوز سليم

استغرق بناء المسجد 7 سنوات 1520-1527، وصمّمه المنهدس المعماري علاء الدين، وهو ثاني أقدم مسجد عثماني بناه السطان سليمان القانوني تكريما لوالده السطان سليم، وهو مسجد مميّز للغاية، بني على التلة الخامسة لإسطنبول القديمة ليشرف على خليج القرن الذهبي ومدخله، ويعد علامة مميزة لإسطنبول من السماء بسبب موقعه المميز وتصميمه المدهش.
المسجد مبني داخل فناء كبير تدخل منه إلى فناء داخلي محاط برواق ذي 22 قبة, وتدخل إلى الفناء الداخلي من ثلاثة أبواب وباتجاهات مختلفة. في وسط هذا الفناء هناك النافورة المغطاة بقبة محمولة بثمان أعمدة من الرخام. وتغطي سقف الجامع قبة كبيرة قطرها 24.5 م
مسجد السليمية

من مساجد مدينة”أدرنة”. تم بناؤه من قبل المعماري المعروف “سنان”، عام 1569 بتكليف من السلطان سليم الثاني، ويعتبر من أهم إنجازات الفن المعماري التركي.


مسجد الشُرَف الثلاث

هو من مساجد مدينة “أدرنة”. بمآذن أربعة بني مسجد الشرَف الثلاث، ويمكن التعرف عليه بسهولة بسبب مآذنه المميزة والفريدة، وقد تم بناؤه في القرن الخامس عشر بتصميم عجيب، حيث يحتوى على ثلاث شُرَف، كما يحتوي على العديد من القباب مختلفة الحجم.
مسجد “كوجاتيبه”

هو أكبر مسجد في العاصمة التركية أنقرة، ومن أكبر مساجد العالم. حيث بإمكانه أن يستوعب 24 ألف مصلٍ. تعود فكرة بناء المسجد إلى عام 1940 لكن لم يتم بناؤه إلا بين أعوام 1967 إلى 1987، حيث تم افتتاحه في منطقة “كيزيلاي” في أنقرة، ويؤهّله حجمه وموقعه بشكل واضح ليكون معلما بارزا يمكن رؤيته من أي مكان تقريبا من وسط أنقرة، حيث يبلغ طول مآذنه الأربعة 88 مترا رغم أنه مسجد حديث لكنه في الواقع مصمّم على الطراز العثماني الكلاسيكي.