في مجتمعاتنا (التي هي ظاهرا متمسكة بالدين) ، .. لدينا هذه الانواع من المحرمات:
- الاشياء المحرمة دينيا والمحرمة مجتمعيا (وإن كانت هي لا تضر احدا) مثلا الخمر ؟ السفور للبنات، الاغاني، الملابس الضيقة او الكاشفة ؟
- الاشياء المحرمة دينيا والمقبولة مجتمعيا (النميمة، التكلم في أعراض الناس، في الاونة الاخيرة الرشوة او قبولها، هدر الاموال، الاعراض عن مساعدة الفقراء)
- الاشياء المسموحة دينيا والمحرمة مجتمعيا مثل الزواج المؤقت، سياقة البنت للدراجة الهوائية او النارية، تدخين البنت للناركيلة في المقاهي او ذهابها هناك اصلا
نستطيع ان نرى .. إن المجتمع يحرم (أو يؤكد على تحريم) كل ما يمثل إعطاء النفس البشرية لهواها في عمل ما تريد، خصوصا عندما يرتبط الامر بالغريزة او اثارتها،
بينما يهمل كل الامور المتعلقة بالانسانية، ولا يقيم لها وزنا، ويعتبرها مثاليات، او لا يقر إن لها علاقة بالدين أو يهمل تلك العلاقة
في مجتمعنا، عندما نرى (او نعرف بوجود) الفقراء ومعاناتهم، .. و المرضى والامهم، ونشاهد المسنين الذين ينتظرون ساعة موتهم لان لا احد يعتني بهم، واليتامى الذين يضطرون للانحراف بسبب إن لا احد يعيلهم، معاناة الناس في حياتهم اليومية الاعتيادية .. هذه كلها غير مهمة في نظر المجتمع
ولكن المجتمع يغضب بشدة عندما يشاهد فتاة تلبس ملابس ضيقة أو تكشف عن رأسها، او يعرف إنها على علاقة مع شاب آخر
من أين جاء هذا السلوك ؟ لا ادري، ولكنه مشابه جدا لسلوك (الكنيسة) في العصور الوسطى في اوربا
هل هذا المجتمع يعد (مثاليا) ؟ هل هذا المجتمع أفضل من (المجتمعات الاوربية) مثلا ؟
المجتمعات الاوربية تركز على القيم الانسانية اكثر من غيرها، وما يعد محرما هو ما حرمته الفطرة الانسانية، و الحلال هو كل شيء عدا ذلك.
مفهوم الشرف في المجتمعات الاوربية لا يرتبط بالاعضاء التناسلية للانسان، وهنا اقتبس من موقع DW الالمانية (((( "الشرف" كما يراه المجتمع الألماني هو أن تكون ذات قيمة لنفسك ولبيئتك، حيث أن "بعض الأشخاص يتشرفون بأنفسهم بينما يتشرف البعض الآخر بعائلاتهم" كما ذكر في موقع "زانزو" الإلكتروني. كما أنه يعني أن يعيش الفرد في المجتمع الألماني بطريقة مشرفة لنفسه، لكن لدى أفراد آخرين فيكون "الشرف" أمرا تقره عائلاتهم أو مجتمعهم، لأن كل شخص يمثل عائلته، وسلوكه يؤثر على كل الأفراد." ))))
أنا أتصور، إن مجتمعنا بحاجة إلى ثورة، مثلما ثارت اوربا على الكنيسة، .. ثورة على المفاهيم البالية التي ما انزل الله بها من سلطان، على مفهوم الشرف الشرقي البالي الذي لم يذكر لفظه او معناه لمرة واحدة في القرآن. ثورة ترجع للناس الحرية فيما يريدون عمله دون الاضرار بغيرهم، ثورة تكون فيها القيم الانسانية هي المحرك في المجتمع، وليس (العيب) او (المحرمات المجتمعية) ، و كيفية الارتقاء بالانسان ليستحق ان يكون (خليفة الله في الارض) كما ذكر الله في كتابه (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ، وليس كما ظنت الملائكة، إنه سيفسد فيها، كما يفعل مجتمعنا الشرقي اليوم.
انا انهيت عرض فكرتي، ولكن من يريد ان يناقش الفكرة ليجيب عن هذه الاسئلة:
- هل تؤيد نهضة انسانية في مجتمعنا يتم فيها رفض الرجعية والتطرف والتركيز على القيم الانسانية ؟
- هل ترغب بالعيش في مجتمع اوربي (مثل المجتمع الالماني) ام شرقي (مثل المجتمع العراقي )
- هل تظن إنه بالامكان التمسك بالدين ولكن في نفس الوقت اهمال اعراف المجتمع الحالية؟
- ماذا تفعل اذا شاهدت فتاة تركب دراجة نارية وهي ذاهبة للكلية مثلا
- اذا عرفت ان هنالك ام عازبة (حصلت على مولودها بدون زواج) ومحتاجة للمساعدة . هل تساعدها ؟
مع التحية