بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
هل اذقت حلاوة الإيمان عند صبرك
الحلم وكظم الغيط ، هما من أشرف السجايا، وأعز الخصال، وهما دليلا سمو النفس، وكرم الأخلاق، وسببا المودة والاعزاز.
وقال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقّاها الا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم» (فصلت: 34 - 35) .
إذاً وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم فهنيئاً لمن حصل على هذا التوفيق
وقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم«والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين» (آل عمران: 134)
فمن كظم غيظه وصبر وعفى عن الناس وتسامح وتساهل فهو من المحسنين الذين يحبهم الله فأي حلاوة هذه التي ذاقوها وأي شعور تمتعوا فيه
وعلى هذا النسق جاءت توجيهات أهل البيت (عليهم السلام) .
سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً يشتم قنبراً، وقد رام قنبر أن يردّ عليه ، فناداه أمير المؤمنين (عليه السلام) : مهلاً يا قنبر، دع شاتمك ، مُهانا، ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عودك ، فوالذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت ، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه».
وقال الصادق (عليه السلام) : «ما من عبد كظم غيظاً، إلا زاده اللّه عز وجل عزّاً في الدنيا والآخرة ».
ولقد كان الرسول ( صلى اللّه عليه وآله ) والأئمة الطاهرون من أهل بيته ، المثل الأعلى في الحلم ، وجميل الصفح ، وحسن التجاوز .
قال الإمام الباقر (عليه السلام) : «إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أتى باليهودية التي سمت الشاة للنبي ، فقال لها: ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت : قلت إن كان نبياً لم يضره ، وإن كان ملكاً أرحت الناس منه ، فعفى رسول اللّه عنها».
ومنهم: وحشي قاتل الحمزة (سلام اللّه عليه) ، روي أنّه أسلم ، قال له النبي : أوحشي ؟
قال : نعم. قال: أخبرني كيف قتلت عمي الحمزة ؟ فأخبره ، فبكى (صلّى اللّه عليه وآله) وقال : غيّب وجهك عني .
وهكذا كان امير المؤمنين علي (عليه السلام) أحلم الناس وأصفحهم عن المسيء.
اللهم اجعلنا ممن يسير بخطهم وعلى نهجهم فإنك سميع عليم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله أجمعين
م